كشف، الثلاثاء، وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل عن عودة عديد من الإطارات الذين غادروا مجموعة سوناطراك خلال السنوات الأخيرة نحو شركات أجنبية عاملة في مجال الطاقة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، مضيفا أن الأزمة المالية العالمية أجبرت بعض الخبراء الذين غادروا على العودة. * وأكد شكيب خليل خلال افتتاحه للندوة الخامسة للتكوين في قطاع الطاقة والمناجم التي نظمتها دائرته الوزارية بالجزائر، أن القطاع في حاجة متواصلة إلى الإطارات العالية التأهيل في مجال المحروقات والمناجم وتحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء وإنجاز محطة كهرونووية، بالإضافة إلى إنشاء بنك خاص بعمال مجمع سوناطراك، مشددا على ضرورة تركيز مسؤولي سوناطراك وسونلغاز وقطاع المناجم على التكوين ورفع مؤهلات عمال وموظفي القطاع لمجابهة المنافسة الدولية الشرسة في قطاع الطاقة والمناجم الذي سيسجل ندرة خطيرة في الكفاءات خلال العقود القليلة القادمة بسبب ارتفاع تكاليف التكوين في قطاع المحروقات. * واعترف وزير الطاقة بوجود هروب الكفاءات الجزائرية من سوناطراك نحو شركات عالمية منافسة ولكنه ألمح إلى أنه لن يأسف على المغادرين، وأن سوناطراك لن تجبر موظفيها على البقاء ضد رغبتهم. * وكشف مصدر مطلع من داخل المجمع استمرار نزيف الإطارات، بسبب رفض إدارة سوناطراك الاستجابة إلى مطالب المهندسين المختصين المتمثلة في تحسين أجورهم، مضيفا أن المهندسين المختصين في التنقيب على سبيل المثال لا يطالبون بأكثر من أجور في حدود 15 مليون سنتيم للبقاء على الرغم من أنهم سيحصلون على أجور تصل إلى 5 أضعاف في ليبيا المجاورة. * وقال مصدر "الشروق اليومي"، إن إدارة سوناطراك تقدم حججا ومبررات واهية للرد على مطالب المهندسين، تتمثل تلك المبررات في أن أجور سوناطراك مرتفعة بالمقارنة مع أجور بقية القطاعات ولا يمكن بأي حال من الأحوال رفعها مجددا. * وبخصوص وضعية السوق النفطية العالمية والتراجع الرهيب لأسعار النفط، أعرب شكيب خليل عن أمله في انضمام المنتجين الكبار للمنظمة وفي مقدمتهم روسيا للعمل على استقرار السوق البترولية قائلا "ما نتمناه حقيقة هو أن تنظم روسيا والنرويج والمكسيك إلى عضوية الأوبك. لا أفهم لماذا لا تكون روسيا عضوا كاملا في المنظمة فهي أفضل طريقة تؤكد بها تضامنها"، مضيفا أن انهيار الأسعار سينعكس سلبا على الجميع داخل وخارج المنظمة وأحسن طريقة للدفاع عن مصالح المنتجين هو التواجد داخل الأوبك. * وقال خليل "إذا كانت هذه البلدان ترفض الانضمام إلى الأوبك ما عليها إلا خفض إنتاجها للتضامن مع المنظمة"، مضيفا "لا أظن أننا في حاجة إلى اتفاق للتضامن مع البلدان التي لها نفس الهدف". * وأكد خليل ان المشكل الحقيقي بشأن الأسعار يتمثل في عدم معرفة الطلب الحقيقي خلال فصل الشتاء القادم بسبب الآثار العنيفة للأزمة المالية العالمية على أكبر اقتصاد في العالم، وهو الاقتصاد الأمريكي، قبل أن يضيف أن تراجع النمو الصيني بنصف نقطة بالمائة ستكون له عواقب خطيرة على أسعار النفط، مؤكدا أن الأزمة المالية انعكست بشكل دراماتيكي على الطلب العالمي على النفط.