كشف أمس رئيس جمعية ممولي الانترنيت يونس قرار ل "الشروق "أن الأرقام التي قدمها وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال خلال جلسة الاستماع الخاصة بالقطاع مع رئيس الجمهورية بشان برنامج أسرتك " لا أساس لها من الصحة " بحكم أن عدد العائلات التي استفادت من البرنامج لايتعدى 100 ألف في الوقت الذي أعلن الوزير هيشور عن رقم 700 ألف جهاز تم بيعها في إطار برنامج حاسوب لكل أسرة . وأوضح قرار الذي كان عضوا في لجنة التفكير التي أطلقت المشروع بصفته خبيرا ، أن الأرقام التي تقدمها السلطات حول برنامج حاسوب لكل أسرة مغايرة تماما لما هو حاصل في الواقع لسبب واحد أن الدولة تخلت عن مسؤوليتها في دعم هذا المشروع الذي تم إطلاقه شهر أكتوبر 2005 وحدد له كهدف تزويد ستة ملايين عائلة جزائرية بجهاز كومبيوتر في آفاق العام 2010 ، إلى جانب الربط بشبكة الانترنيت ، لكن الأمور سارت بطريقة مخالفة لتلك التي تم ضبطها حسبه خلال وضع تصور للمشروع من قبل مختصين يمثلون الحكومة والبنوك وشركات تركيب الحاسوب وكذا ممولي أو موزعي الانترنيت . بالنسبة لسير البرنامج يقول الخبير قرار، انه بعد أكثر من سنتين عن انطلاقته أين كان من المفروض وصول رقم مليوني حاسوب لم يتم بيع سوى 100 ألف حاسوب على أقصى تقدير في الوقت الذي أعلن الوزير عن بيع 700 ألف جهاز خلال جلسة الاستماع مع رئيس الجمهورية شهر سبتمبر الماضي وهو رقم مبالغ فيه ، ونفس الشيء حدث من قبل أي عاما بعد إطلاق البرنامج يقول محدثنا أين "تم بيع حسب أرقام الوزارة 90 ألف جهاز مطلع 2007 ليقفز مباشرة إلى 700 ألف خلال جلسة الاستماع للقطاع من قبل الرئيس وهذا أمر غير معقول " . وما يقال عن بيع أجهزة الحاسوب يقال أيضا حسب نفس المصدر على قضية الربط بشبكة الانترنيت للمستفيدين من البرنامج وفقا لما ورد في بنود المشروع ، أين تعهدت الدولة ممثلة في وزارة البريد بربط ثلاثة ملايين عائلة بشبكة الانترنيت و بخطوط فائقة السرعة في حدود عام 2009 حيث أن الرقم الذي قدمه الوزير بوجمعة هيشور خلال جلسة الاستماع للقطاع العام الماضي وهو 650 ألف خط انترنيت تم توزيعها غير واقعي "لأنه لحد الآن لم يتم ربط سوى قرابة 200 ألف عائلة بخطوط الانترنيت " يضيف نفس المتحدث طيلة قرابة الأربع سنوات ليتساءل هل " هناك عصا سحرية لوصول 3 ملايين خط مع حلول عام 2009" ، في الوقت الذي أعلن عن موعد جانفي 2006 لانجاز مشروع البوابة الالكترونية للحكومة وهو مشروع ذي صلة ببرنامج "أسرتك" غير أنه لم ينجز لحد الآن . وفي تعديده لأسباب فشل برنامج "أسرتك " في بلوغ الأهداف المسطرة يقول الخبير قرار أن اللجنة التي وضعت تصورا للمشروع في البداية -والتي كان احد أعضائها – أوكلت للدولة الدور المحوري في مرافقة البرنامج عن طريق التدخل المباشر في تسييره "غير أن هذه الأخيرة تخلت عن مسؤولياتها وأصبح المشروع ذو طابع تجاري بين المواطن وشركات الحاسوب والبنوك كممول " مضيفا " رغم أن أصل المشروع هو في إطار إنشاء مجتمع معلومات بحيث يصبح في متناول الأسر الجزائرية وحتى البسيطة منها الحصول على حاسوب مربوط بشبكة الانترنيت ويمكنها قضاء حاجاتها خصوصا الإدارية منها عبر شبكة الانترانيت الحكومية من المنزل ". وفي هذا الإطار يؤكد ذات المتحدث أن اللجنة قدمت اقتراحات عند إطلاق المشروع كشرط أساسي لنجاحه غير" أنه تم تجاهلها" وفي مقدمتها قيام الدولة إلغاء الرسم على القيمة المضافة (TVA) والرسوم الجمركية للمؤسسات المستوردة لأجهزة الحاسوب لكي تكون في متناول المواطن البسيط إلى جانب تكفل الدولة بمسالة فوائد ديون البنوك لتحفيز الأسر على اقتناء هذه الأجهزة وإعادة النظر في أسعار الانترنيت " مضيفا "لكن الدولة فكرت بمنطق الربح والخسارة في المشروع لتقوم بخفض هذا الرسم في قانون المالية التكميلي مؤخرا بعد أن تأكد المسؤولون أن البرنامج بقي يراوح مكانه " ، وهو الإجراء الذي قامت به حتى الدول المتطورة حسبه على غرار فرنسا التي رغم الإمكانيات وارتفاع مستوى المعيشة فان الدولة تخصص نصف الأجر المضمون المحدد ب (1200 اورو) لمساعدة العائلات في اقتناء أجهزة حاسوب إلى جانب إعانة بسنوية للطالب الذي لاقتناء جهاز كومبيوتر وكذلك الأمر بالنسبة لايطاليا التي تتكفل فيها الحكومة بنصف مبلغ جهاز الحاسوب الذي تقتنيه أي عائلة . عبد الرزاق بوالقمح