ح.م خلصت أشغال الأيام الوطنية الثانية حول الطب الشرعي، التي انعقدت بكلية الطب بجامعة باجي مختار بعنابة، إلى إقرار مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إنشاء أول خلية استماع على المستوى الوطني، خاصة بضحايا الإعتداءات الجنسية من القصّر. * الخلية التي سيتم إنشاؤها في غضون الأشهر القليلة المقبلة، اختيرت لها مدينة عنابة بناء على عدّة اعتبارات، في انتظار أن يتم تعميم التجربة على باقي ولايات الوطن، وذلك بعد أن لاحظت المصالح الوزارية بلوغ الظاهرة مستويات قياسية، إذ أشارت آخر الإحصائيات المقدمة من قبل مصالح الطب الشرعي إلى تسجيل مالا يقل عن 800 حالة اعتداء جنسي ضد الأطفال القصّر، إناثا وذكورا والذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، إلى غاية 3 سنوات سنويا بالجزائر. * وأوضح الدكاترة والخبراء الذين شاركوا في أشغال هذا الملتقى، إلى أن هذه الأرقام، تعتبر غير حقيقية على اعتبار أن غالبية أولياء المعتدين منهم يرفضون التبليغ عن هذه الجرائم خوفا من الفضيحة، مشيرين إلى أنه في حال إقدام العائلات على التصريح بكامل هذه الإعتداءات، فإن هذا الرقم مرشح لأن يتضاعف ثلاث مرات، الأمر الذي يوحي حسب المشاركين بخطورة مذهلة. وقد قدّم المشاركون مقارنة للظاهرة بالجزائر مع نظيرتها بتونس، إذ لم تخص مثلا مدينة المنسير التونسية سوى 166 حالة خلال أربع سنوات الأخيرة، في حين أحصت ولاية سطيف الجزائرية 16766 حالة اعتداء جنسي وجسدي، ضد القصّر خلال ثلاث سنوات الأخيرة. أرقام بنت عليها لجنة التوصيات عدّة اقتراحات، تتطلب تدخلا عاجلا للسلطات، وتدعو إلى وضع إجراءات استعجالية للتكفل النفسي بالضحايا. *