صورة من الارشيف تعمل الجهات الأمنية بعدة ولايات بوسط وشرق البلاد خلال الأيام الأخيرة على إيجاد حل للغز ترويج المخدرات من نوع الكوكايين بشكل واسع في الآونة الأخيرة إلى جانب تحوّل عدة مناطق من شرق البلاد إلى منطقة عبور لهذه المادة السامة نحو عدة بلدان أوربية وتتحرك المصالح الأمنية في عدة اتجاهات قصد تضييق الخناق على نشاط عصابة وطنية تتواصل مع عصابات دولية في مجال التهريب. * وبحسب مصادر "الشروق اليومي"، فإن تحرك الجهات الأمنية جاء بناء على عدة معطيات مفادها وجود أشخاص مشبوهين بعدة ولايات بوسط وشرق البلاد على صلة بعصابة دولية كبيرة تنشط في مجال تهريب مادة الكوكايين، وتعزز تحرك هذه الجهات إلى جانب تمكن المصالح الأمنية كشف خلال شهر نوفمبر المنصرم محاولة تهريب كمية معتبرة من هذا المخدر، قدرت ب500 غ، حيث وجدت داخل ظرفين بريديين من الحجم المتوسط، كل ظرف يحمل ماقدره 250 غ من الكوكايين (غبرة) وذلك بعد شكوك راودت عمال مصلحة الطرود والرسائل البريدية ببريد قسنطينة، اذ تم إخضاع الظرفين البريديين محل شك، واللذين كانا يحملان على الغلاف الخارجي اسم وعنوان شخص يقطن ببلدية البوني بولاية عنابة، وأثبت التحليل على مستوى المخبر المركزي بقسنطينة أن المادة الموجودة بداخلهما هي مخدرات من نوع كوكايين، ثم إن مصالح الأمن أخذت التصريحات التي أدلى بها أحد مروجي المخدرات الموقوفين بمنطقة عنابة للجهات الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، والتي مفادها وجود عصابة دولية تنشط ما بين القارات في مجال تهريب الكوكايين، وتتخذ من الجزائر منطقة عبور نحو البلدان الأوربية على محمل الجد، إذ أوضح ذات المهرب خلال تصريحاته، أن هناك عصابة منظمة مختصة في تهريب الكوكايين تتخذ من دول جنوب أمريكا مسرحا لهذه العمليات، إذ يتم تحويل كميات كبيرة من المخدرات ومنها الكوكايين على متن طائرات خاصة تلقي بها في صحراء موريتانيا، ومن تم يتم إدخالها نحو الصحراء الجزائرية، وهنا تتكفل عصابة وطنية مشكلة من عدة أفراد بنقلها بالتجزئة نحو ولايات الشمال وبالضبط لولايات الشمال الشرقي للبلاد، باستعمال عدة طرق ومن بينها، اعتماد إرسال هذه الكميات عبر البريد العادي، انطلاقا من عدة ولايات، إذ لم تستبعد مصادرنا أن تكون الكمية المحجوزة بقسنطينة مجرد عينة من عمليات التهريب هذه، خاصة وأن المعلومات التي بحوزة مصالح الأمن، تفيد بأن العصابة المتواجدة بالجزائر، على اتصال بالمافيا الايطالية، إذ يتم تهريب كميات كبيرة من الكوكايين، على متن قوارب المهاجرين غير الشرعيين، وباستعمال طرق وأساليب تمكن من تمرير هذه المادة عبر المياه البحرية، إذ عادت مصالح الأمن إلى حادثة حجز 6 كلغ من الكوكايين خلال شهر جوان 2006، بطريق القالة عنابة، التي أدت إلى وجود عصابة تعمل على تهريب هذا النوع من المخدرات عبر البحر، وتسعى وحدات الأمن الجزائرية بالتنسيق مع نظيرتها بالدول محل وجود مثل هذه العصابات، قصد العمل على إنهاء نشاط هذه العصابة الدولية، التي لم تستبعد مصادرنا أن تكون لها علاقة بالإرهاب الدولي، وتنظيم القاعدة، الذي يتخذ من عائدات المخدرات، مصدرا لتمويل نشاطاتها الإرهابية.