انتقد قادة التحالف الرئاسي في لقائهم السبت تعاطي الأممالمتحدة مع ملف العدوان على غزة، مشبهين الكيان الإسرائيلي بالطفل المدلل الذي تخشى الهيأة الأممية غضبه، فيما شكل موضوع إستراتيجية الانتخابات الرئاسية وطرق تحقيق نصر الرئيس بوتفليقة في العهدة الرئاسية الثالثة والوسائل المتاحة للاستخدام وتوزيع الأدوار بينهم لتوعية المواطنين وضرورة التعبير عن خيارهم أساس نقاش الشركاء في الجلسة المغلقة. * لقاء قادة التحالف الرئاسي الذي كان يفترض أن يدور جدول أعماله حول رسم إستراتيجية خاصة بالرئاسيات، غطت عليه أحداث غزة وفرضت على قادته تسجيل وقفة تضامنية، حيال ما يحدث من سفك للدماء وعمليات إجرامية تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، ليتحول النقاش إلى كيفية تنظيم الدعم المقدم من قبل أطراف التحالف للشعب الفلسطيني في غزة، وكذا تنسيق العمل الجماهيري في هذا الاتجاه. * وأكد أمس التحالف دعمه الثابت واللامشروط للفلسطينيين الذين يتعرضون منذ أسبوعين للعدوان الهمجي للقوات الصهيونية، وقد أوضح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الرئيس الحالي للتحالف الرئاسي عبد العزيز بلخادم لدى افتتاحه للقاء أن موقف الجزائر "داعم ليس فقط منذ الاعتداء الصهيوني الغاشم على غزة، بل منذ بداية المقاومة الفلسطينية، وهو ثابت ولا مشروط"، مذكرا بأن فلسطين "على الرغم مما تعاني منه ماضية على طريق التحرير وأن الشعب الجزائري له دائما هبة النخوة والأخوة والدعم مع أشقائه في فلسطين التي بالرغم من هول الفاجعة وتجنيد آلة الدمار الإسرائيلية عليه، فإن راجفة لم تجرفها وأن غزة مازالت واقفة"، مضيفا "نفخر بصمود أشقائنا في فلسطين وما التجاوب الكبير لكل محبي الحرية عبر العالم إلا دليل على أن الحق يعلو ولا يعلى عليه". * واستنكر بلخادم بعض المواقف المتخاذلة عن نصرة الحق جراء طريقة الكيل بمكيالين التي تتبعها منظمة الأممالمتحدة في تعاملها مع القضية الفلسطينية، قائلا "هذا التعامل والاستخفاف بالقضية الفلسطينية وبإرادة الشعوب وفي تطبيق مواثيق الأممالمتحدة التي لم يسلم حتى ممثلوها من الاستهداف الصهيوني هو الذي جعل الناس يتساءلون عن نجاعة هذه المنظومة الدولية عندما يتعلق الأمر بتحرير الشعوب وتقرير مصيرها وردع الظالمين". * أما الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى فقد أكد بأنه "لا يمكن الاستغراب من تصرفات الكيان الصهيوني مما يحدث في غزة، لأنه جزء من مسلسل شرع في عرضه سنة 1948"، مجددا تنديد حزبه بالجرائم الصهيونية التي صنفها معنويا وسياسيا وحقوقيا ضمن نطاق جرائم ضد الإنسانية وكذا بالسكوت والتواطؤ الدوليين مما يعانينه مواطنو غزة. متسائلا: هل تقل قيمة الأرواح التي تسقط في غزة عن الأرواح التي سقطت في المناطق الأخرى من العالم؟. * كما أكد رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أن قضية فلسطين "لا يختلف فيها اثنان من الشرفاء في العالم، فكيف يختلف حولها اثنان في الجزائر التي لسان حالنا فيها واحد"، موضحا في كلمته أن الموقف في الجزائر من القضية الفلسطينية "واحد والبيان واحد والنصرة واحدة، والشعب الجزائري لا يمكن أن ينتظر واحدا ليعلمه درسا جديدا في هذا الشأن". * * أويحيي: وافقنا على عقد قمة عربية ولن نحترم إذا لم نثبت وجودنا * * صرح الأمين العام للارندي، الوزير الأول أحمد أويحيى أن الجزائر قبلت بانعقاد قمة عربية تنظر في الوضع في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، موضحا أن الجزائر "قبلت بفكرة انعقاد قمة عربية تخصص لما يحدث قي قطاع غزة ومستعدة في أي لحظة"، معربا عن استعداد الجزائر المسبق للمشاركة في أي قرار عربي يتخذ في هذا السياق، مذكرا في ذات الوقت بقرار الرئيس بوتفليقة القاضي بإقامة جسر جوي دائم لمساعدة الأشقاء في قطاع غزة، متأسفا عن الظروف "غير الملائمة" التي حالت دون إيصال هذه المساعدات إلى الفلسطينيين الذين يعانون من الحصار والدمار، مشيرا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يعتبر تجربة "أليمة" للعرب والمسلمين، تتطلب ضرورة توحيد الصف والكلمة وتغليب المصلحة الجوهرية، وذلك بإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته، مؤكدا "استحالة أن نحترم من الغير إذا لم نثبت وجودنا بطريقة صحيحة، ولن نحصل على حقوقنا إذا لم يكن لنا ثقل حقيقي كعرب في الميدان".