أمر الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما بتعليق المحاكمات فى معتقل غوانتانامو لمدة 120 يوما في أول يوم له في السلطة، كما طلبت إداراته تجميد جميع التشريعات الموروثة عن إدارة بوش لحين الفصل في صلاحيتها السياسية والقضائية. وكان أوباما، الذي تولى مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة، قد وعد بإغلاق معتقل غوانتانامو، غير أن أوامره الأخيرة لم تصل إلى ذلك الحد، وإنما تقتصر على وقف محاكمات المشتبهين بالإرهاب أمام المحاكم العسكرية، وقال القائد العسكري جيفري جوردون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون: تم تقديم الطلب من أجل مصلحة العدالة وبتوجيهات من رئيس الولاياتالمتحدة حتى العشرين من ماي المقبل''. وكان من المنتظر أن يتم الاستماع لشهادة القيادي في ما يسمى تنظيم القاعدة، خالد شيخ محمد، الذي اعترف بأنه الرأس المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ,2001 وقال جوردون ''سوف يتلقى القضاة الطلبات ويراجعوها، ونحن نتوقع صدور قرار بذلك قريباً ، وقال أحد القادة العسكريين، إن أوباما أصدر أوامره المتعلقة بذلك شفهياً في البداية، وذلك من خلال وزير الدفاع، روبرت غيتس . في نفس السياق، أعلنت الإدارة الأمريكية بعد تسلم الرئيس باراك اوباما سلطاته الدستورية تجميد جميع التشريعات الموروثة عن إدارة بوش والتي لم يبت بها إلى حين إعادة النظر بها. ووقع راهم امانويل، مدير مكتب اوباما، مذكرة موجهة غالى جميع الهيئات والأقسام في الإدارة لوقف جميع التشريعات التي لم يبت بها ولغاية ان تتمكن إدارة اوباما من إعادة النظر في مضمونها السياسي والقضائي حسب المتحدث باسم أوباما روبرت غيتس، وكانت القوات الأمريكية، المسؤولة عن المعتقل، قد تعرضت لانتقادات حادة وخصوصاً فيما يتعلق بانتهاك حقوق المعتقلين وتعرضهم للإساءات والتعذيب، وتصر إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، التي أقامت المعتقل عام 2002 في قاعدة أمريكية بخليج كوبا، على أن المشتبهين بالإرهاب تلقوا معاملة ملائمة وأنهم حصلوا على معاملة تتفق والنظام المعمول به لمحاكمتهم. وكان من المتوقع أن يصدر باراك أوباما قرارًا بإغلاق معسكر غوانتامو ، والذي يضم بين جنباته الآن نحو 250 من المشتبه فيهم في إطار الحرب على الإرهاب بمجموعة من قضايا الأمن القومي والمسائل القانونية التي تجعل من غير المرجح أن يصبح غوانتانامو شيئا من الماضي في القريب العاجل. وحذر اوباما نفسه من أن حل القضايا الشائكة المحيطة بمسألة غوانتانامو قد تستغرق بعض الوقت ، مؤكدًا إنه لا يزال ملتزما بإغلاق معسكر اعتقال غوانتانامو لكن الوفاء بذلك في المئة يوم الأولى من حكمه سيمثل ''تحديا''. ، وقال اوباما في حديث تلفزيوني سابق انه سيأمر بمراجعة لكافة الحالات، ثم ستقرر إدارته من يتعين أن يتم الإفراج عنه ومن يتعين محاكمته ثم تقرر كيفية الاضطلاع بذلك، وقد حدد البنتاغون 60 معتقلا كمرشحين لتسليمهم إلى حكوماتهم أو إلى بلد ثالث لكنه عجز عن ايجاد حكومات تقبلهم أو توفير ضمانات بعدم إساءة معاملتهم. وهناك 22 محتجزا متهمين بارتكاب جرائم من بينهم خالد شيخ محمد المشتبه في انه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 و4 من المشاركين في تدبير الهجمات، ولم يشر اوباما إلى ما إذا كان يفضل التمسك بإجراء المحاكمات العسكرية أو نقل القضايا إلى المحاكم الفيدرالية حيث يتمتع المتهمون بحقوق قانونية أكبر ويكون بمقدورهم الطعن في الأدلة.واقر اوباما بان الأدلة ربما تكون ضعيفة أو أنها انتزعت بوسائل التعذيب ومع ذلك يظل المتهم يمثل تهديدا أمنيا