بدأ الرئيس الأمريكي الجديد بقطع كل صلة لإدارته مع إدارة سابقه الجمهوري جورج بوش الذي نعتته كل التقارير الأمريكية ونتائج سبر الآراء المنجزة أنه أسوأ رئيس تعرفه الولاياتالمتحدة منذ استقلالها سنة 1789. وفي أول قرار لتأكيد هذه القطيعة أقدم الرئيس اوباما يوما بعد تأديته اليمين الدستورية بتجميد كل مشاريع القوانين التي وجدها على مكتبه والتي لم يتم إقرارها من الهيئات النيابية أو القضائية بهدف تمحيصها قبل البت فيها. وكشف روبيرت غيتس الذي احتفظ بحقيبة وزارة الدفاع في الإدارة الجديدة بتجميد جميع التشريعات القانونية التي وجدها الموروثة عن إدارة جورج بوش السابقة والتي لم يبت فيها بهدف مراجعتها. وأرسل براهام امانويل مدير شؤون الموظفين بالبيت الأبيض مذكرة موجهة الى جميع الهيئات والأقسام في الادارة الجديدة ل"وقف جميع التشريعات التي لم يتم البت فيها حتى تتمكن ادارة الرئيس الجديد من اعادة النظر في مضمونها السياسي والقضائي". كما أمر الرئيس اوباما المدعين العسكريين المكلفين بقضايا معتقلي قاعدة غوانتانامو في بكوبا بإيقاف كل القضايا المنظورة لمدة 120 يوما "أي إلى غاية العشرين من شهر ماي القادم. ويقضي الطلب بإيقاف اجراءات المحاكمات في 21 قضية مؤجلة من بينها قضية الحكم بالإعدام والمقامة على خمسة سجناء متهمين بتدبير هجمات 11 من سبتمبر 2001. وجاء هذا الاجراء الاول تنفيذا لوعد قطعه المرشح اوباما على نفسه خلال حملته الانتخابية بجعل مصير معتقل غوانتانامو من بين أولى أولوياته إلى غاية إغلاقه بصفة نهائية. ويكون الرئيس الأمريكي الجديد قد شرع في تغيير التشريعات القانونية التي وضعها سابقه جورج بوش سنة 2006 لمحاكمة أكثر من 800 معتقل في تعارض مع كل القوانين الدولية وحقوق الانسان والحريات الفردية بعد ان قام باعتقال مئات العرب والمسلمين واقتيادهم الى هذا المعتقل في أبشع صور التعامل التي كانت اقرب الى الوحوش منها إلى بني البشر. وضرب الرئيس بوش عرض الحائط بكل الأعراف الدولية في مجال الحروب باعتقال المئات لمجرد الاشتباه فيهم ورفض إطلاق سراحهم رغم عدم وجود أية أدلة تورطهم في أعمال إرهابية. وقد أطلق سراح المئات من هؤلاء المعتقلين أخيرا بعد قضائهم لأكثر من سبع سنوات في هذه القاعدة المشؤومة دون توجيه أي تهمة لهم أو محاكمتهم. ومازال 250 من هؤلاء المعتقلين الذين يحلمون جنسيات عربية وإسلامية والذين جيئ بمعظمهم من أفغانستان وباكستان وعدة دول أوروبية بتلفيق لهم تهمة كونهم "محاربون أعداء يشكلون خطرا على الأمن القومي الامريكي". كما عقد الرئيس اأامريكي باراك اوباما أمس مباحثات مع كبار المسؤولين في الجيش ووزارة الدفاع الأمريكية للمرة الأولى منذ تأديته اليمين الدستورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة. وبحث اوباما مسألة نشر المزيد من القوات في أفغانستان" في نفس الوقت الذي طالب فيه ب"خفض تعداد هذه القوات في العراق كان قد وعد به في حملته الانتخابية". وشارك في الاجتماع الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية للجيوش الأمريكية ووزير الدفاع روبرت غيتس والجنرال مايك كولن رئيس هيئة الأركان المشتركة.