صورة من الارشيف تمكنت فصيلة الأبحاث بالتنسيق مع فصيلة الأمن والتدخل التابعتين للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية بومرداس نهاية الأسبوع الماضي، من تحرير طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات وتوقيف خاطفيها واسترجاع مبلغ "الفدية" بعد أقل من 48 ساعة من اختطافها. * * تفكيك شبكة إجرامية مختصة في اختطافات أبناء الأثرياء ببومرداس * تعود وقائع هذه القضية، حسب مصدر مسؤول بالمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية بومرداس، الى تاريخ 20 جانفي الماضي، عندما تقدم والد الصغيرة، وهو مقاول ينحدر من منطقة زموري البحري، ببلاغ لدى مصالح الدرك يفيد باختطاف ابنته البالغة من العمر 5 أعوام ومطالبة الخاطفين بمبلغ 5 ملايير سنتيم مقابل الإفراج عنها، ليقوم محققو فصيلة الأبحاث بمباشرة تحريات واسعة أسفرت عن تحديد هوية الفاعلين ومناطق تحركاتهم بنسبة 80 بالمائة قبل تجنيد فصيلة الأمن والتدخل بعد تلقي الوالد مكالمة من أحد الخاطفين في حدود الساعة السادسة من مساء الخميس، حيث توصلوا بعد مفاوضات الى تخفيض مبلغ الفدية الى 200 مليون سنتيم، وتم الإتفاق على الاتصال في حدود منتصف الليل لتسليم الفتاة مقابل المبلغ، وأفاد المصدر ل"الشروق اليومي"، أنه تم توزيع أفراد فصيلة الأمن والتدخل في النقاط المشبوهة ليضبطوا سيارة بضواحي زموري، نزلت منها الطفلة وتم توقيف سائقها، وهو أحد عناصر العصابة، فيما كانت المجموعة الثانية تترصد الخاطفين الذين حددوا مكان تسليم المبلغ بوضعه داخل كيس وكانوا يوجهون والد الفتاة باتجاه العاصمة قبل أن يتفقوا معه على التوقف على مستوى طريق مفتاح بواد السمار، وهنا تدخل أفراد فصيلة الأمن والتدخل وتم توقيف السيارة التي كان على متنها اثنان من أفراد العصابة، وتم في هذه العملية استرجاع المبلغ. وقادت التحقيقات الى توقيف شخص رابع من عناصر الشبكة الإجرامية وتحديد هوية رئيس العصابة الذي يوجد في حالة فرار رفقة آخر وهو مسبوق عدليا يجري البحث عنه. * وقال مصدر "الشروق "، إن عملية الاختطاف على صلة بالإجرام واستبعد نهائيا صلتها بالإرهاب بعد تسجيل عدة عمليات اختطاف من طرف نشطاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال مقابل "فدية"، خاصة بولايتي بومرداس وتيزي وزو. * وعالجت مصالح الأمن في السنوات الثلاث الأخيرة عدة عمليات اختطاف طالت الأطفال القصر مقابل المال، لكن هذه القضية تكشف أن السرعة في إبلاغ مصالح الأمن تحقق نتائج إيجابية وتعجل بتحرير المختطفين وتوقيف الفاعلين، حيث سبق لقيادة الدرك الوطني أن وجهت نداء للأولياء لإبلاغ مصالح الأمن في أقرب وقت لتحقيق تدخل أسرع وفعال.