معبر رفح يظل مغلقا رغم تبريرات الحكومة المصرية أفاد النائب عن حركة مجتمع السلم عبد الوهاب قلعي أمس، في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" من معبر رفح، بأن النواب الخمسة العالقين بالمعبر منذ صبيحة يوم الخميس، قرروا الاعتصام هناك إلى غاية أن تسمح لهم السلطات المصرية بالدخول إلى غزة. * وقال النائب قلعي بأن النواب الذين رافقوه إلى مصر قصد الدخول إلى غزة عبر رفح، عقدوا العزم على البقاء أمام المعبر وعدم مغادرته، إلى غاية أن تقتنع الجهات الأمنية المصرية بأنهم حصلوا بالفعل على ترخيص من السفارة الجزائريةبالقاهرة، من أجل المرور إلى قطاع غزة للتضامن مع سكانها المتضررين من العدوان الإسرائيلي على المنطقة. * وبحسب المصدر ذاته، فإن سفير الجزائر بمصر عبد القادر حجار لم يتخلف عن القيام بواجبه اتجاه النواب الخمسة، فقد استقبلهم في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الماضي، فور وصولهم إلى مطار القاهرة، كما اتصل بهم القنصل الجزائري صبيحة أمس، وبعث لهم عن طريق "الفاكس" نسخة من الرسالة التي وجهها السفير الجزائري إلى وزارة الخارجية المصرية، لإعلامها بقدوم وفد برلماني جزائري من أجل العبور إلى غزة، قصد تمكين هؤلاء النواب من تقديمها إلى الجهات الأمنية التي تسهر على تسيير المعبر، وبالتالي إنهاء فترة انتظارهم بهذه النقطة الحدودية على أمل تحقيق مبتغاهم. * وفعلا تقدم النواب الخمسة بنسخة من المراسلة الرسمية التي بعث بها عبد القادر حجار إلى وزارة الخارجية المصرية، غير أن جهاز الأمن القومي اعتبرها مرفوضة، ومع ذلك بقي الوفد البرلماني الجزائري متمسكا برغبته الملحة في الدخول إلى غزة، فقد كان في كل مرة يتصل بالجهات الأمنية على مستوى المعبر ويسأل عما كانت الأمور قد سويت أم لا، وكانت مديرية الأمن القومي تجيبهم في كل مرة ب "لا". * واستبعد قلعي، المتواجد إلى غاية كتابة هذه الأسطر، رفقة أربعة نواب آخرين، التراجع عن تجسيد هدفهم، قائلا: "نحن نواب نمثل الشعب وشريحة واسعة من المجتمع، وقد جئنا من بلد المليون ونصف مليون شهيد، وسنبقى صامدين وسندخل غزة وندعم إخواننا هناك، وقد جئنا من الجزائر المقاومة إلى غزة المقاومة". * ورفض النائب قلعي عرض مزيد من التفاصيل عن وضعية المعبر والظروف المحيطة بكيفية تسييره، مكتفيا بالتأكيد أنه يخضع لإجراءات أمنية جد معقدة، بسبب تعدد الحواجز الأمنية التي تراقب كل صغيرة وكبيرة، وكل ما يصل إلى المعبر من الأدوية التي تعد الإعانات الوحيدة التي يسمح بمرورها إلى سكان غزة على مستوى هذا المعبر. * ويضطر الوفد الجزائري إلى التنقل عبر مسافة تفوق 40 كم يوميا باتجاه منطقة العريش للمبيت في أحد فنادقها، ثم العودة صباحا إلى رفح على أمل أن تغير الجهات الأمنية المصرية موقفها، والغريب في كل ذلك، حسب شهادة نواب حمس، هو وضعية معبر آخر لا يبعد سوى بضعة أمتار فقط عن رفح، وهو يخضع للسيطرة الإسرائيلية، ولا تتوقف الحركة به طيلة 24 ساعة، حيث يستقبل الإعانات الإنسانية التي يسمح بها الكيان الإسرائيلي فقط.