السلطات المصرية تستمر في غلق المعبر عاد، صبيحة الثلاثاء، خمسة نواب من حركة مجتمع السلم إلى الجزائر بعد أن فشلوا في اجتياز معبر رفح ودخول غزة، من أجل التضامن مع شعبها الذي صمد أمام العدوان الإسرائيلي، معبرين عن قلقهم بشأن مصير المساعدات الجزائرية التي تم تجميعها في ملاعب مما يعرضها للتلف. * وأكد النائب عبد الوهاب قلعي في تصريح "للشروق اليومي" بأن ما زاد في معاناة النواب الجزائريين الذين ظلوا معتكفين بميناء رفح منذ صبيحة يوم الخميس إلى غاية مساء أول أمس، الطريقة التي تم بها تجميع الإعانات الجزائرية إلى جانب المساعدات الدولية في مصر، في ظل غياب أدنى شروط التخزين لحماية المواد الغذائية والأدوية من التلف. * ويكشف النائب قلعي الذي دخل رفقة أربعة نواب آخرين إلى القاهرة مساء أول أمس، بأنه شعر بالاندهاش حينما رأى المئات بل الآلاف من أطنان المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية وحليب الأطفال مخزنة بطرق عشوائية في ملاعب وساحات عمومية وقاعات بثلاث مناطق في مصر، وهي رفح والعريش وشيخ زويد، دون أن يتمكن أصحابها من إيصالها إلى مستحقيها من سكان غزة، الذين يعانون نقصا فادحا في مختلف مستلزمات الحياة خصوصا الضرورية منها. * ويتخوف المصدر ذاته من أن يكون مصير الأطنان الإعانات الجزائرية التلف، في ظل الحاجة الملحة لسكان غزة من الأغذية والأدوية، مما جعله يوجه سؤالا شفويا إلى وزير التضامن والجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس، حول مصير المساعدات الجزائرية وما مدى وقوف الجهات المسؤولة على متابعة عملية إيصالها وتوزيعها إلى مستحقيها من سكان القطاع. * ويصف عبد الوهاب قلعي الوضع بمعبر رفح بالكارثي، "فهو لا يفتح إلا ساعة واحدة تقريبا في اليوم"، وهو ما لاحظه بأم عينيه الجمعة الماضي، حينما كان رفقة النواب الأربعة ينتظرون الحصول على الترخيص من الجهات الأمنية المصرية لاجتياز المعبر، "وحينما يفتح لا يسمح إلا بمرور الأدوية والأطباء وبعض الصحفيين"، زد على ذلك "فإننا رأينا بأعيننا آلاف الأطنان من المساعدات مكدسة في شاحنات على طول 30 كلم، تنتظر الدخول إلى غزة". * وقد اضطر النواب الخمسة بسبب تجدد القصف الإسرائيلي لغزة خلال اليومين الأخيرين، إلى العودة للجزائر بطلب من القنصل الجزائري شخصيا، وبتعليمات من الجهات الأمنية المصرية، التي ألزمت كافة الوفود القادمة من دول مختلفة من بينها باكستان وماليزيا وبلدان عربية وحتى النواب المصريين بمغادرة المكان، وهم يقترحون أن تتخذ السلطات الجزائرية إجراءات فعلية قصد إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.