سيتفرغ المخرج لمين مرباح هذه الأيام لتحضير عمل جديد يصور فيه شخصية البطل الشهيد أحمد زبانة. وأكد لمين للشروق أن فكرة تجسيد هذا العمل التاريخي كانت تراوده منذ وقت طويل، وعززتها مبادرة الرئيس بوتفليقة في محاولة له الإفراج عن الأعمال التاريخية ودعمها كما فعل مع فيلم مصطفى بن بولعيد لمخرجه أحمد راشدي. * وأشار لمين مرباح أنه سيحاول في هذا العمل الجديد أن يبرز جملة من الحقائق الهامة في تاريخ الجزائر إبان الاستعمار، من بينها جرم المستوطنين الفرنسيين وخططهم المدروسة لإلغاء الوجود المادي والمعنوي للشعب الجزائري وكسر وحدتهم وعقيدتهم. * وأضاف لمين مرباح، أن الأقدام السوداء التي بلغ عددهم عند استقلال الجزائر أكثر من مليون مستوطن كان لهم دور كبير في الضغط على السلطات الاستعمارية لإعدام الشهيد البطل أحمد زبانة، بحجة أنه كان يقود وقتها عملية في مزرعة أحد المعمرين الفرنسيين بعين تيموشنت. هؤلاء المستوطنون يقول مرباح الذين لم يعترفوا باتفاقية ايفيان، وشكلوا منظمات سرية فرنسية للإطاحة بما تم، لكنهم لم يفلحوا في ذلك، وأخذوا يعودون إدراجهم إلى بلدهم. * وتابع مرباح قوله إن ما ارتكبه المستوطنون الفرنسيون إبان الاستعمار الفرنسي من جرم لم ترتكبه الجيوش الفرنسية، ويكفي أنهم جردوا الجزائريين آنذاك من جميع ممتلكاتهم ومزارعهم وشغلوهم زراعين لديهم. وهاهم أصحاب الأقدام السوداء يقول مرباح يعودون إلى الجزائر ويجولون في شوارعها ويرحب بهم من قبل الجزائريين بأذرع مفتوحة، متناسين ما اقترفته أيديهم من جرم، ومتناسين رؤوس الشهداء والأبطال التي صفتها المقصلة الفرنسية، هذه الأخيرة التي قتلت زبانة ثلاث مرات قبل أن تتمكن في المرة الثالثة والأخيرة من قطع رأسه. * وعن السيناريو يقول مرباح، إنه وصلته لحد الآن مجموعة من المحاولات لعدد من الكتاب لكنه لم يجد فيها ما يريده أو بالأحرى بعيدة عن السينما، وهو يحاول الآن كتابة السيناريو بالتعاون مع بعض الكتاب، لتفادي الوقوع في الأخطاء الفادحة. أما أن يكون العمل السينمائي خاليا من الملاحظات السلبية والانتقادات يقول مرباح: كل عمل تاريخي معرض للخطأ والنقد، لكن الشيء الايجابي فيه هو انه سيبقى راسخا في الذاكرة. * هذا وثمن مرباح مبادرة الرئيس بوتفليقة في تعزيز الإنتاج السينمائي التاريخي وإعادة الاعتبار له، وهو الأمر الذي يضيف مرباح سيشجعنا على إعادة مجد شهدائنا من جديد.