صورة من الأرشيف حرصت قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" على طلب تعاون من المواطنين في اعتراف ضمني بحاجته الماسة الى الدعم والإسناد بعد تفكيك أجهزة الأمن العديد من القواعد الخلفية وتجفيف مصادر تمويله. * * وقالت جماعة "درودكال" في بيان لها صدر الخميس الماضي "ندعو إخواننا المسلمين الى نصرة إخوانهم وإمدادهم بالدعم المادي والمعنوي"، وهو النداء الأول من نوعه الذي يوجهه التنظيم للمواطنين قبل أن يدعو أتباعه مجددا ل"صم الآذان" عن موجة التوبة وتجاهل ضمنيا الخسائر البشرية المتتالية، حيث اكتفى فقط بتكذيب سقوط "أمراء" و"قياديين" (...). * وأصدرت اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي الخميس الماضي، بيانا من 4 صفحات تضمن ككل مرة حصيلة تم تضخيمها حول الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبها في الأشهر الأخيرة، واللافت أن اللجنة الإعلامية اعتمدت على الأخبار المنشورة في الصحف بدليل استخدام عبارات مثل (سقط على الأقل... وحصيلة مجهولة) في غياب تفاصيل، مما يؤكد مجددا غياب الاتصال والتنسيق بين مختلف القيادات الجهوية والكتائب، وتصدر هذه الأخبار اغتيال ضابط سام في الجيش بآزفون بولاية تيزي وزو، وزعم البيان أنه "كولونيل" في حين أن الضابط الذي ينحدر من ولاية تلمسان هو برتبة مقدم، واغتيل عند انفجار لغم عليه، كما نسب التنظيم لأتباعه الاعتداء الذي استهدف سيارة "كلانديستان" بقصر البخاري بولاية المدية وخلف رميها بالرصاص سقوط مقاوم وليس جندي كما ورد في البيان، وتنسب هذه العملية لأتباع المدعو "وزان ميلود" المكنى "صهيب" الذي ينشط تحت لواء التنظيم المسمى "الجماعة السنية للدعوة والجهاد" تحت إمارة "لسلوس مدني" المكنى "عاصم"، وقد انشق "صهيب" عن جماعة عاصم على خلفية تجنيد شباب في وقت سابق سلموا أنفسهم لمصالح الأمن بعد أشهر من ذلك، وهو ما صنف ضمن "الخطأ الإستراتيجي" لتنشط جماعة "صهيب" جنوبالمدية وشرق جبل اللوح حتى البرواقية وقصر البخاري وأولاد هلال، ولا صلة لها بتنظيم "درودكال" الذي تعارض منهجه التكفيري. * وسبق لجماعة "درودكال" أن تبنت اعتداءات إجرامية وإرهابية نفذتها جماعات مسلحة أخرى مثل اعتداء بومدفع بعين الدفلى الذي تبنته جماعة "حماة الدعوة السلفية" بإمرة "محمد بن سليم" (سليم الأفغاني) والإعتداء على مطار جانت من تنفيذ حركة أبناء الجنوب. * وعكس الاعتداءات الإنتحارية السابقة التي كانت اللجنة الإعلامية تخصص لها بيانا خاصا مرفوقا بصورة "الكاميكاز"، تحدث بيان أول أمس عن الإعتداء الفاشل لأول مرة بسطحية كبيرة دون أدنى تفاصيل عن الانتحاري أو صورته واكتفى البيان بالقول "استطاع أن يقتل ويجرح عددا منهم" دون الإشارة الى انه من بين القتيلين امرأة عجوز. * كما كشف التنظيم الإرهابي عن "تصفية" موال بولاية تبسة بحجة تعاونه مع مصالح الأمن مما يؤكد تكريس منهج "الجيا" التكفيري الذي كان أتباعه يقومون باغتيال كل من يتعاون مع أجهزة المن لترهيبهم وقطع الصلة بهم. * وحرص البيان على نقل نشاطه على مستوى العديد من الولايات في محاولة لتأكيد توسيع خريطة عملياته، وبرأي العديد من المراقبين، فإن البيان كان موجها بشكل أكبر لأتباعه ولم يكن إعلاميا ككل مرة بهدف رفع معنويات أتباعه الذين يعانون من إحباط نفسي شديد حسب إفادات تائبين.