المختلفون بالقاهرة والمتحاورون في فنادقها الفخمة منذ عدة أشهر والمتناحرون في غزة والضفة منذ عدة سنوات أوصلوا القضية الفلسطينية إلى أسوأ مواقعها.. * لقد قدم الشعب الفلسطيني دمه وقوته وطمأنينته دفاعا عنهم وعن مشاريعهم ووحده الشعب الفلسطيني الذي لم يجد أما له تتبنى همومه وشهداءه ومصائبه في حين اندفع كل تنظيم يحدد خسائره بعدد شهداء التنظيم والحزب هذا خمسون وذاك أربعون وهكذا أما شهداء الشعب فلا احد لهم الا الله وهو كافيهم.. برغم ذلك، كانت كلمات المواطنين دوما تؤكد أنهم لن يتزحزحوا من وطنهم وانهم لن ينهزموا أمام الجبروت العدواني.. لم يتخل الشعب عن المقاومة وقدم أبناءه وبيوته ومصالحه فداء للمقاومة.. والامة كلها كانت في خندق الدفاع الاول جاهزة بكل أبنائها ولاتزال دفاعا عن القدس الشريف والأقصى المبارك والارض الطيبة والشعب المرابط ولقد شاهدنا بأم أعيننا كيف كانت الأم والشيخ والشاب والشابة من طنجا إلى جاكرتا على قلب رجل واحد مع فلسطين وشعبها وكيف كان الاحرار في العالم في امريكا اللاتينية يطردون السفراء الاسرائيليين وكيف كانت شعوب اوروبا تخرج في الشوارع تضحي بساعات المتعة والهدوء والدفء لتجوب الشوارع في عز المطر والبرد تهتف ضد العنصرية والجريمة والعدوان. * المتناطحون والمتجادلون المتقاتلون المتحاورون اصابتهم لعنة بني اسرائيل وما قصة البقرة عنا ببعيد.. في كل اتفاق يحتاجون الى سلسلة اتفاقات في التفاصيل الصغيرة والدقيقة وبعد كل حوار يحتاجون الى حوار ذلك لان الطرفين يضمران بنسب متفاوتة غايات اخرى ولايندفعان الى الايثار والزهد في حطام الدنيا وفاء لفلسطين وشعبها ووفاء للامة وطموحها.. وللاسف، لا نكاد نسمع إلا قصصا عن المحاصصات والعملية الانتخابية وهل تكون نسبية ام دوائر؟ وهل تتمثل القوى في الحكومة ام تكون مستقلة؟.. كم حصة هذا التنظيم أو ذاك في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني.. وبعد كل اتفاق يحتاجون لاتفاق في موضوع تفصيلي اخر وقد حولوا الجسد الفلسطيني الى قطع واشلاء كل حزب يريد ان يحتكر ما وقع في يديه بفعل فاعل.. أما موضوع الاستيطان وتهويد القدس والثوابت المقدسة فلا كلام حولها ولا خطة إزائها بل تجري بهم اجهزة اعلام الاثارة الى لعبة السبع لفات ويتنافخون على شاشات التليفزيون ليؤكدوا ان هناك قضايا خلافية ويزيد الطين بلة عندما يتقابل شخص من هذا الفريق وآخر من الفريق الثاني ويتلذذ المذيع في اثارة دفائن انانياتهما وحزبياتهما ويجتهد كل منهما بإسقاط الآخر أرضا.. * إن الشعب أيها السادة يريد منكم التنازل عن حقوقكم الشخصية والحزبية وأن الامة أيها السادة لن ترضى بمن يقدم مصلحته ومصلحة حزبه على القدس والأقصى والأرض المباركة والشعب المرابط.. فهل من صحوة ضمير جماعية؟!