جولة جديدة دشنت بالامس في قاهرة المعز بين الحزبين المتناحرين في فلسطين فيما الشعب يتلوى الما وقهرا .. * ولم يعد بالامكان التخفي وراء الشعارات مهما بلغ سطوع بريقها ذلك لان العدو الصهيوني يفرض وقائعا جديدة على الارض من قتل واعتقالات وتدمير واستيطان ، انها جولة باهتة غير مشفوعة بتفاؤل أي من الطرفين ولاتزيد التعقيد الا تعقيدا..فلقد فقد الفلسطينيون اللغة وروحية الحوار ودخلوا حلبة المناكفات القائمة على سوء الظن والمحاصصات الحزبية وكان الشعب وقضيته رهن بهذا الجزب أو ذاك. * لايعرف المتحاورون في القاهرة ان كل يوم اضافي لحوارهم العقيم هو في الحقيقة يصنع وقائع عديدة في عدة اتجاهات ويعطي الفرصة لتولد كثير من العناصر التي ستفاجئ الجميع..ان الشعب مع كل يوم اضافي للحوار تزداد قناعته بعجز الحزبين ان يتبوءا مكانة الحر والخوف عليه وعلى مصيره ..وهو يؤهل كذلك لميلاد تيار جديد يلبي طموح الشعب في جعل مصلحته العليا هي المرجعية لكل خططه وبرامجه. * ان الشعب الفلسطيني العبقري المرابط والمستهدف بعنف منذ نهاية الحرب العالمية الاولى يدرك تماما ان التسلط والتحاصص سبيل كل الفاشلين العاجزين وان الجري وراء وعود الامريكان والغربيين انما هو مضيعة وقت ومضيعة جهد واهدار للكرامة الوطنية بلا مقابل..والشعب الفلسطيني الذي خرج قوافل المجاهدين والمناضلين في اكثر من مرحلة لايزال قادرا على التقدم بوعي افضل وايمان اعمق وخبرة ادق نحو خيار هو الاقرب لروحه ولمصلحته. * لا الدين ولا الوطنية تعطيان احد جواز سفر لمغادرة الوحدة والبيت الواحد والهم الواحد، لا الوطنية الحقة تسمح لابن البلد ان يتعاون مع الاجنبي ضد اخيه ابن البلد ، والدين الحق يسمح ان يقسو ابن الدين على اخيه وشعبه وان يجعل مصلحته مقدمة على مصالح الاخرين..وهذا يكشف الى أي مدى تم الانفصام عن توجيهات الدين الرحمة للعالمين وعن موجبات الوطنية واواصرها. * فليفعل المتحاورون باعصابنا مايريدون..وليعذبونا ما شاءووا تاركين المعابر مغلقة والاستيطان مستمرا والشعب يرسف قهرا وجوعا وحصارا..فليفعلوا ماشاءوا لكي يتخذ الشعب فيهم قراره ولكي ياخذوا فرصتهم كاملة وحينها سيعرف هؤلاء انهم ليسوا قدر الشعب الذي لن يحرم من ابنائه من يرفع الراية من السقوط المهين ، ويسير بامال الشعب الى غاياتها.. * المتحاورون في القاهرة يتحاورون في مشاكلهم الخاصة المتعلقة بالامتيازات والمصالح والشعب في واد اخر يكابد واقعه وتحدياته ولم يفقد اماله المقدسة في استعادة كرامته وحقوقه فليختموا فصلهم الردئ بان يتلوون كالحرباء امام بعضهم بعضا ..فان لله فيهم حكمة وللشعب فيهم قرار. *