صورة تلخص ما جنته بغداد من الاحتلال الأجنبي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية تحل، الخميس، الذكرى السادسة لسقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ودخول العراق تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي وحلفائه. وينوي العراقيون استغلال هذه المناسبة لتجيد تنديدهم بالاحتلال الذي دمر بلادهم وأدخلها في دوامة من العنف والإرهاب المتواصل رغم وعود حكومة نوري المالكي بتحقيق الأمن والاستقرار. وفي هذا الإطار، أعلن التيار الصدري الأربعاء أنه أكمل كافة الاستعدادات لتنظيم مظاهرة مليونية للمطالبة بانسحاب قوات الاحتلال من البلاد. * وما تزال مختلف مناطق العراق تتعرض لعمليات عنف أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. وقد اتهمت هيئة علماء المسلمين في العراق من وصفتهم بالمرتبطين بالوجود الأمريكي الذين يريدون أن يستمر بحجة غياب الأمن بالوقوف وراء سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد مؤخرا. وذكرت الجبهة في بيان لها أن بعض الأحزاب الطائفية استغلت هذه الأحداث الدامية لتعلن رفضها أي مبادرة مصالحة بين أبناء الشعب العراقي وان كانت غير حقيقية وعلى نحو مريب. وبينت الجبهة أن هذا الموقف يوحي بان لهذه الأحزاب أو من يقف وراءها صلة بما حدث، كما توصل رسالة إلى جهات أخرى، لم تسمها اتخذت معها العراق ميداننا لتصفية الحسابات وتوزيع المغانم. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد زار العراق أول أمس في خطوة مفاجئة، حيث تباحث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في موضوع الانسحاب وكذلك موضوع المصالحة العراقية، حيث شدد له على أهمية انضمام جميع العراقيين والى القوات الأمنية .ويذكر أن المالكي ومن أجل تحقيق المصالحة الوطنية حاول قبل شهر وللمرة الأولى إشراك من "اضطر إلى العمل مع البعثيين"،ولكنه اصطدم بمعارضة شديدة من شركاء في الائتلاف الشيعي الحاكم. * وكان عزت الدوري، قد أصدر بيانا مساء الثلاثاء بمناسبة الذكرى السادسة لسقوط نظام صدام حسين حدد فيه عدة مطالب بينها: "انسحاب الغزاة المحتلين بدون قيد أو شرط وبدون تأخير. و"إطلاق سراح جميع المعتقلين والمسجونين والأسرى بدون استثناء وعلى رأسهم أعضاء القيادة والكادر الحزبي المتقدم عسكريين ومدنيين". وإعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وتقاليدها التي كانت عليها قبل الاحتلال". * وفي موضوع الانسحاب، جدد الرئيس الأمريكي التزامه بالجدول الزمني لسحب قوات بلاده من العراق، ولكنه أعلن أن الأشهر ال 18 المقبلة ستكون مرحلة "حرجة" بالنسبة للعراق. ويعتزم اوباما سحب معظم العناصر المقاتلة من العراق بحلول أوت 2010 رغم أن قوة يصل عديدها إلى 50 ألف عنصر ستبقى خلال عام 2011 . وحسب استطلاع للرأي نشر أول أمس فقد أعلن 69 بالمائة من الأمريكيين تأييدهم لخطة الانسحاب فيما عارضها 30 بالمائة. * ومن جهة أخرى، وبمناسبة ذكرى سقوط نظام صدام حسين، دعا الحزب الإسلامي العراقي بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي إلى نسيان الماضي والأيام السوداء التي رافقت الغزو الأمريكي، وسقوط النظام السابق في التاسع من أفريل 2003. * وقال الحزب الإسلامي في بيان صحفي أن يوم التاسع من أفريل عام 2003 كان زلزالا صاعقا عصف بحياة العراقيين بشدة وكلفهم نهرا من دماء عزيزة وتاريخا مضاعا وأموالا منهوبة وفوضى عارمة قلبت أوضاعهم إلى جحيم خانق لكنهم ككل الشعوب الحية التي تصحو بعد غفوة وتقوم بعد عثرة وتبعث بعد رقاد.