خيمت تصريحات الرئيس الإيراني على احتفالات الإسرائيليين الثلاثاء بما يسمونها ذكرى ضحايا المحرقة التي استهدفت اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ولم يتوان سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تشبيه إيران بألمانيا في عهد ادولف هتلر. * وقال شالوم للصحافيين من موقع معسكر اوشفيتز بيركناو النازي السابق في بولندا، حيث انطلقت "مسيرة إحياء" سنوية تكريما لذكرى ضحايا المحرقة أن: "ما تحاول إيران القيام به حاليا غير بعيد إطلاقا عما فعله هتلر بالشعب اليهودي قبل 65 عاما." * وكان الرئيس نجاد قد شكك في المحرقة اليهودية ووصفها بالخرافة، الأمر الذي أثار استياء كل حلفاء إسرائيل في العالم واتهموه بمعاداة السامية.. ورد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني على تهديدات بعض قادة إسرائيل ضد بلاده بالقول أنها مثيرة للسخرية واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال لاريجاني: "عندما يوجّه هذا الكيان التهديدات الصارخة إلى بلد ما فلماذا لا يبدي مجلس الأمن والمنظمات الدولية أي رد فعل على الرغم من أن الشعب الفلسطيني واللبناني والإيراني أدركوا أن عليهم أن لا يتوقعوا شيئا من هذه المنظمات وان عليهم أن يدافعوا بأنفسهم عن كرامتهم"، مشيرا إلى أن * متابعة جرائم الكيان الصهيوني تشير إلى أن هذا الكيان هو مصداق بارز لجرائم الإبادة الإنسانية في العالم. وأشار لاريجاني إلى أن إسرائيل وطيلة ال 60 عاما الماضية كانت بصدد فرض هيمنتها على فلسطين وكانت محورا حقيقيا للشر في المنطقة ومثال هذه الإبادة تتجسّد في فرض الحصار على مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. * واحتجت إسرائيل بقوة على دعوة الرئيس الإيراني إلى مؤتمر العنصرية وقامت باستدعاء سفيرها في سويسرا احتجاجا على استقبال الرئيس رودولف ميرتس لنظيره الإيراني. كما انتقدت اللقاء الذي جرى بين الأخير والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. * ومن جهة أخرى، يثبت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مرة أخرى يهوديته من خلال دفاعه المستميت عن هذا الكيان وتهديده لكل من ينتقده . فقد شن ساركوزي ومعه الصحافة الفرنسية هجوما عنيفا على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بسبب انتقاده لإسرائيل ووصفها بالعنصرية في خطابه أمام مؤتمر جنيف حول العنصرية والذي بدأ الاثنين ويستمر خمسة أيام. وفي الوقت الذي اكتفى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتنديد وقال أن بلاده لا تزال راغبة في إجراء محادثات مع إيران ، دعا ساركوزي دول الاتحاد الأوروبي إلى "الحزم الشديد" حيال الجمهورية الإسلامية.. * وبدورها الصحف الفرنسية الصادرة أمس وعلى اختلاف توجهاتها الإيديولوجية أجمعت على التنديد بقوة بتصريحات الرئيس الإيراني وطالبت صحيفة "لوموند" من أسمتها بالديمقراطيات ب "المواجهة والرد دفاعا عن قيمها ، وإلا فسوف تترك لخصومها الحرية الكاملة والمجال مفتوحا لاستخدام الأممالمتحدة منبرا لإسماع صوتهم". ووصفت "لوفيغارو" اليمينية الرئيس نجاد ب "رجل الماضي" وّالعاجز عن تكييف خطابه ليتناسب مع الوقت الحاضر".. ومن جهتها، دعت وزيرة الدولة لشؤون حقوق الإنسان الفرنسية إلى "عدم ترك منبر الأممالمتحدة للمتطرفين".. وكان الوفد الفرنسي قد انسحب من المؤتمر إلى جانب وفود أوروبية بعد خطاب الرئيس الإيراني ، ولكن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير قال أن بلاده ستعود إلى المؤتمر.