اسرائيل لم تتخلص من ارث جرائم غزة قرر القاضي الاسباني فرناندو اندرو أمس الاثنين مواصلة التحقيق في دعوى ضد مسؤولين إسرائيليين بسبب تورطهم في جرائم ضد الإنسانية خلال قصف على قطاع غزة في 2002، وذلك رغم طلب النيابة العامة وقف الدعوى، كما أفاد مصدر قضائي. * * * * وكانت النيابة العامة طلبت في الثاني من أفريل أن يتم حفظ الدعوى مؤقتا، معللة طلبها بان إجراءات قضائية تتعلق بالقضية عينها قد بدأت في إسرائيل. غير أن القاضي اندرو قرر إهمال هذا الطلب، معتبرا أن القضاء الإسرائيلي لا يحقق في هذه الدعوى، وانه حتى وان كان يفعل فان هذا الأمر لا ينفي صلاحية القضاء الاسباني في النظر فيها أيضا. * وكان القاضي اندرو أثار غضب إسرائيل في 29 جانفي عندما قبل دعوى جرائم ضد الإنسانية استهدفت وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بنيامين بن اليعاز وستة من كبار القادة العسكريين الإسرائيليين بعد عملية قصف عنيفة في غزة في 22 جويلية 2002 أدت إلى استشهاد القيادي في حماس صلاح شحادة و14 مدنيا فلسطينيا معظمهم من الأطفال والرضع. كما جرح 150 فلسطيني في تلك العملية جراء انفجار قنبلة تزن طنا ألقتها طائرة "آف 16" إسرائيلية على منزل في حي الدرج في مدينة غزة. ورد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يومها على قرار القاضي الاسباني بالقول انه "سيبذل كل ما فيوسعه "من اجل إلغاء ذلك التحقيق" الذي وصفه بأنه "ترهات". * ويتزامن قرار القضاء الاسباني مع شروع وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس الاثنين في زيارة إلى بعض الدول الأوروبية لحشد التأييد لإسرائيل وتشكيل جبهة موحدة ضد إيران. واستهل ليبرمان جولته التي تشمل أيضا فرنسا بايطاليا، حيث استقبله نظيره الايطالي فرانكو فراتيني الذي قال خلال مؤتمر صحافي أن تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب أن يتواصل. وكانت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر أعلنت الأسبوع الماضي أن الوقت "لم يحن للمضي ابعد من مستوى العلاقات الحالية" بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل نظرا إلى الغموض المحيط بمسار عملية السلام ورفض الحكومة الإسرائيلية الجديدة الالتزام بحل الدولتين. ومن جهته، اعتبر ليبرمان أن "المشكلة الرئيسية" في المنطقة هي "إيران التي تعمل على امتلاك القدرات النووية وتشكل عامل عدم استقرار للمنطقة بأكملها والعالم بأسره". وأيده فراتيني الذي أكد أن "المجتمع الدولي برمته قلق من النفوذ الإيراني" في المنطقة. وتشكل ايطاليا احد اقرب حلفاء إسرائيل في أوروبا منذ عودة سيلفيو برلسكوني إلى الحكم عام 2008