تستعد فرنسا لتدشين حضورها في الخليج العربي بإقامة قاعدة عسكرية في أبو ظبي هي الأولى لها في المنطقة الخاضعة تقليديا للنفوذ الأمريكي وأيضا ستكون الوحيدة لها في الخارج في غير إفريقيا. وسيشرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي شرع الاثنين في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة على افتتاح هذه القاعدة البحرية والجوية التي تقع مقابل مضيق هرمز حيث يعبر 40 % من النفط العالمي. * كما سيوقع ساركوزي خلال الزيارة التي تدوم يومين على اتفاقيتين رئيسيتين دفاعية وأمنية، فضلا عن مذكرتي تفاهم، الأولى تتناول التعاون في التمثيل الدبلوماسي، والأخرى خاصة بالتعاون بين الصندوقين السياديين الفرنسي والإماراتي للاستثمارات. وفي إطار التعاون بين البلدين ،قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان الاثنين ان المفاوضات لشراء مقاتلات فرنسية متطورة من نوع "رافال" لم تصل إلى نتيجة حتى الآن لكنها ما زالت مستمرة. وأعلنت الإمارات في جوان 2008 أنها تفكر باستبدال طائرات "الميراج" 2000 الفرنسية "60 طائرة" التي تملكها بطائرة" رافال" التي تعد من الأكثر تطورا وإنما لم تحظ بأي فرصة للتصدير حتى الآن. * وحسب مصادر فرنسية، فإن هذه القاعدة العسكرية في أبوظبي تعد بمثابة رسالة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لإفهامها أن فرنسا "لا يمكن أن تدير وجهها وأن تتناسى منطقة الخليج، وأصدقاءها فيها." وأكد هذا المصدر الذي لم يذكر هويته أن القاعدة سيكون لها عدة وظائف أخرى، منها توفير حضور فرنسي عسكري دائم في منطقة الخليج، و"إشارة" حسية لاهتمام فرنسا بهذه المنطقة الإستراتيجية من العالم. وكان ساركوزي قد أكد في تصريحات صحفية أن هذه القاعدة أنشئت بناء على طلب من السلطات الإماراتية، مشيرا إلى إن فرنسا ومن خلال وجودها العسكري الدائم في هذه المنطقة تتعهد بكل تصميم بالوقوف إلى جانب أصدقائها الإماراتيين لتحقيق أمنهم.. واعتبر الرجل الأول في قصر الاليزيه إن الأزمة الإيرانية "هي أحد أكثر التهديدات خطورة على الأمن العالمي"، مضيفا "لقد كان موقفي واضحا دائما ولم يتغير أبدا فأنا أعتبر أن امتلاك إيران للسلاح النووي هو أمر غير مقبول..". * ويفترض أن يستقر في القاعدة العسكرية الفرنسية 400 شخص لكنها ستضم 252 من بينهم 123 في مهمة من ثلاث سنوات و129 في مهمات تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر، وذلك حسب ما أعلن وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران في مارس الماضي. * وأقر إنشاء القاعدة الفرنسية بموجب اتفاق دفاع بين فرنساوالإمارات أبرم في 1995 . وينص هذا الاتفاق على تمويل ابوظبي للبنى التحتية فيما تتولى باريس تكاليف التجهيز والتشغيل.