أرجع الوزير الأول أحمد أويحيى بقاء عدد من المشاريع الإستثمارية العربية حبيسة المجسمات والتقديرات الحسابية من دون تجسيد الى "عدم جدية" أصحاب هذه المشاريع في عروضهم، موضحا أن الأمر يتعلق بدول صديقة وشقيقة، وقال صراحة إن حق الصديق على الصديق يجعلني أكتفي بالقول إن أصحاب العروض لم يكونوا "جادين" في مقترحاتهم. * وأضاف الوزير الأول ردا على سؤال "الشروق اليومي" على هامش جلسة مصادقة نواب مجلس الأمة على مخطط الحكومة أول أمس، بخصوص بقاء عدد من المشاريع العربية حبيسة المجسمات والأرقام فقط، أن هناك من المشاريع ما وجد طريقه الى التجسيد، في حين تأثرت بعضا من العروض الأخرى بفعل تراجع مكانة بعض المستثمرين العرب على الساحة الاقتصادية نتيجة ارتباطها الوثيق بما يحدث في السوق المالية العالمية، فيما لم يفوت أويحيى فرصة انتقاد بعض المجموعات الإستثمارية العربية، التي قال إن عروضها كانت عبارة عن "تصاميم ومجسمات وأرقام في الهواء" مضيفا: "الحديث القياس.. وواجب الصداقة لا يجعلني أزيد فوق هذا". * انتقاد أويحيى لرجال الأعمال العرب، وإن لم يذكرهم بالاسم فإشاراته كانت واضحة، عندما تحدث عن عدم جدية العروض وبقاء المشاريع حبيسة المجسمات، وأبدى أويحيى نية في تشديد الرقابة على مجال الاستثمار عندما تحدث عن إمكانية منع التحفيزات والتسهيلات الممنوحة في المجال للمستثمرين الراغبين في إقامة مشاريعهم بالولايات التي سجلت تشبعا، قصد إعادة توزيع الإستثمار وتحقيق التوازن بين الشمال والجنوب، موضحا أن المنشآت القاعدية الكبرى من طرقات وخطوط سككية هدفها توزيع الإستثمار. * أويحيى الذي ركز في ردوده على مجال الإسثمار، حذّر من تنامي فاتورة الاستيراد التي فاقت 40 مليار دولار، وقال إن النسبة "قاتلة" للجزائر، مؤكدا أن الحكومة تعتزم تقليص هذه الفاتورة ومواجهتها بإجراءات عملية، شريطة مشاركة الجميع على اعتبار أن الحكومة لا تستورد سوى لسد الحاجيات القصوى والخواص هم من تسببوا في رفع حجمها، فيما أكد أن الحكومة ستبت في 3 ملفات وكيفيات دعم هذه المؤسسات، ويتعلق الأمر بمؤسسة صيدال لصناعة الأدوية ومركب صناعة الجرارات ومركب صناعة آليات الحصاد. * ودعت اللائحة التي تضمنت المصادقة على مخطط الحكومة الى مواصلة التكفل بالجوانب التي تمس مباشرة الحياة اليومية للمواطن، واعتماد التقشف وترشيد النفقات في التسيير. * أما في مجال محاربة البطالة، كشف أويحيى أن الأشهر الأربعة من السنة الجارية عرفت إنشاء 562 55 منصب شغل في مقابل إنشاء 748 42 منصب في السداسي الأول من 2008. * وبخصوص القروض التي تقدمها البنوك "للبطالين الشباب" ودعم الدولة لآليات التشغيل في إطار ما يوفره صندوق ضمان القروض للمؤسسات المالية التي تدعم الوكالة الوطنية للقرض المصغر والوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، قال أ ويحيى إن رصيد الصندوق انتقل من 10 الى 20 مليار دينار ليفوق 50 مليار دينار مؤخرا. * وفي سياق مغاير أكد الوزير الأول في تدخله أن الجزائر لديها احتياطي من دواء "طاميفلو" لتغطية 20 في المائة من عدد سكانها وذلك لمواجهة وباء انفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن الجزائر تعد من بين الدول 10 التي اتخذت تدابير وإجراءات نصت عليها منظمة الصحة العالمية لمواجهة هذا الوباء.