الاستثمارات العربية في الجزائر، هل هي جادة أم غير جادة؟ هذه الأحجية لم تجد بعد من يفسرها، سواء للرأي العام لمعرفة ما سنخسره أو ما سنكسبه، إن نحن فتحنا كل الأبواب ووفرنا الظروف والضمانات أمام المستثمرين العرب، أو إداريا أو حتى سياسيا، لأننا نحضر من حين إلى آخر إلى رشق مسؤولين على مستويات عليا للمستثمرين العرب، يتهمونهم بعدم الجدية والتماطل في تنفيذ المشاريع التي حازوها في السوق الجزائرية، وآخرها خرجة الوزير الأول أحمد أويحيى منذ أسابيع، حين قال إن الاستثمارات العربية في الجزائر غير جادة، وقال إنها حبيسة المجسمات والتقديرات الحسابية، لأن المستثمرين العرب جادون في كل بلدان العالم إلا في الجزائر• وقد تزامن قول أويحيى هذا مع استقبال رئيس الجمهورية لوزير الصناعة الإماراتي• جادة كانت أم غير جادة، فإن شركة إعمار التي قيل وقت إعلانها عن مشروعها الضخم الذي يتوقع أن يغير وجه العاصمة، أن رئيس الجمهورية أخرج من قبعته السحرية دجاجة تبيض ذهبا، لكننا وبعد أزيد من سنتين مازالت إعمار الإماراتية التي تعتبر أكبر استثمار عربي بحجم 17 مليار دولار، لم تخط بعد خطواتها الأولى، ويتداول حديث في أوساط غير رسمية أن المشرفين عليها، هددوا كم مرة برمي المنشفة والعودة من حيث أتوا، إلا أنه وإكراما لرئيس الجمهورية، عدلوا عن هذا القرار• فمن مصلحة من هذا التماطل؟ وما مصدر الحواجز والعراقيل التي تقف في وجه هذه الشركة، والشركات الأخرى لتحقيق مشاريعها التي من المفروض أنها في مصلحة الجزائر أولا، وفي مصلحة الشريك ثانيا؟ البعض يرجع تأخر انطلاق المشاريع إلى مشكل العقار، وما عليه من ملكيات خاصة، كان من المفروض على الطرف الجزائري تطهيرها بترحيل هؤلاء الملاك وتعويضهم تعويضا قانونيا في جهات أخرى• مثلما هو معمول به في المشاريع ذات المنفعة العامة كمشروع الطريق السيار والسكة الحديدية• وهذا حتى قبل مجيء المستثمرين، حتى لا يحسب التماطل عليهم، ولا يكون سببا في عزوفهم وتحويل الاستثمارات إلى وجهة أخرى. و المكان لا يسعني للحديث عن العراقيل في الخدمات و البنوك التي يشتكي منها حتى المستثمر الجزائري ..