صورة: الشروق مع بداية كأس القارات بدأت تتضح الرؤية أوليا عن استعداد جنوب افريقيا لمونديال 2010 والأول الذي ستحتضنه القارة السمراء، بيد أن الظروف المحلية تؤكد بأن الطريق إلى تنظيم في المستوى بالنسبة للافارقة يبدو شاقا. * لكن زيارتك الى جنوب افريقيا تكشف لك الكثير من الاسرار، فمن خلال الايام الاربعة الاولى التي قضيتها بين بريتوريا وجوهانسبورغ أكبر المدن الافريقية تجعلك لابد أن تقلق وتخاف وترتعد من أخبار الجرائم المتواترة من هذه الدولة الكبيرة ...وجنوب افريقيا وعدت بتحسين وجهها الأمني لكل من يريد الحضور إليها ويستمتع بكرة القدم فهل هذا حقيقي؟ * سؤال نقلناه الى عدد من الزوار الاجانب الذين يتوافدون على المدينة لكن الإجابة جاءت محرجة للغاية فأغلب المستجوبين أبدوا خشيتهم على سلامتهم بل وأنهم لا يشعرون بالثقة والأمان. * * تطمينات لا تجدي نفعا * أحد أكبر مصادر القلق الرئيسية التي يعبر عنها مرارا وتكرارا أولئك الذين لم يزوروا ولا يعيشون بدولة جنوب افريقيا هو خطر الجريمة.. الكثير من المتحمسين لكأس العالم سيكون قرارهم بالذهاب لمتابعته بجنوب افريقيا مستندا على وجود أو عدم وجود اعتقاد بأنهم سيكونون ضحايا للجرائم لذلك الحدث العالمي. * أعضاء البعثة الإعلامية الجزائرية التي تنقلت لتغطية تربص المنتخب الوطني ببريتوريا وكذلك كأس القارات سيطرت عليها حالة من التوجس نظرا للنصائح المقدمة لنا من كل حدب وصوب بعدم ارتياد بعض الأماكن وتجنب السير راجلا ليلا والكثير من الامور التي تدخل الريبة في الانفس. * ويقول رضوان بوحنيكة مبعوث صحيفة الهداف إن الامر مزعج للغاية، مضيفا "هناك شبه حظر للتجول ولم تكن لدي نظرة مسبقة عن ذلك من قبل وهو ما يجعلك تتوجس خيفة". * أما مجيد ايت عبد الله والذي يشتغل بأحد المواقع الالكترونية قال بأنه في * الواقع لم يلاحظ أبدا حالة اللاأمن رغم الهواجس التي تلاحقنا منذ وصولنا الى هنا، مضيفا بأنه يذهب للتسوق وللملاعب بشكل عادي دون أن يلمس ذلك في أرض الواقع. * ولا تختلف موفدة صحيفة كومبتسيون اسماء حليمي مع مجيد وتقول بأن واقع الحال يؤكد بأن الظروف جيدة ولا داعي للتهويل. * وقالت رئيسة تحرير الصحيفة الناطقة بالفرنسية "الأمر في غاية الغرابة تلقينا تعليمات من السفارة الجزائرية لتوخي الحيطة والحذر، لكن أفراد الجالية فندوا المزاعم وأكدوا بأن الظروف جيدة وهذا مالمسناه خلال فترة إقامتنا القصيرة". * * الأشغال جارية والمونديال يختلف عن القارات * المنظمون للمونديال من جانب دولة جنوب افريقيا يدركون أن الجرائم تعتبر أمرا بالغ الحساسية بالنسبة للمسافرين، لذا ظلوا يعملون دون كلل أو ملل بهدف ضمان ان يستمتع كل من اللاعبين والأجهزة الفنية والجماهير من خارج جنوب افريقيا بإقامة آمنة ومعاملة ودودة وكرم ضيافة بتلك الدولة بحيث تكون مشكلات الجريمة والأمور الأمنية الاخرى تحت السيطرة عن طريق مجموعة من الخبراء الأمنيين بالإضافة الى عمل شاق وتدرب جيد لموظفي الأمن. * والمتجول في شوارع جوهنسبورغ وفي الطريق السيار الى بريتوريا يلاحظ مدى الأشغال الجارية في كل جهة أملا في ان يكونوا على أتم الاستعداد لاحتضان الحدث العالمي جوان العام المقبل. * وأثناء تنقلنا الى المركز الاعلامي بالقرب من ملعب بريتوريا "لوتاس فاريفيلد" لاحظنا حجم الاشغال الجارية فالطرق ليست معبدة بالشكل الجيد، لكن ما يؤكد رغبة كبيرة من الافارقة في تنظيم جيد هو سهولة الاجراءات للحصول على الاعتماد، أو ان المركز الصحفي المخصص، على الرغم من شساعته، فإنه لا يليق بالحدث العالمي. * * مشكلة الجماهير ستحل في المونديال * والمشكلة الكبيرة التي تصادف جنوب افريقيا في رحلتها لتنظيم المونديال هي قلة الإقبال الجماهيري، حتى في مباريات البلد المضيف وهو ما ارتسم في مباراة الافتتاح بين جنوب افريقيا والعراق. * ففي مباراة جنوب افريقيا أول أمس لم تكن شوارع بريتوريا خالية ولم يأبه الكثير بمباراة منتخب بلادهم خاصة وان "الريغبي" هي الرياضة الاكثر شعبية بدلا من كرة القدم. * وباستثناء بعض الساحات الشهيرة التي وضعت فيها شاشات عملاقة لمتابعة المباراة فإن اهتمام الجمهور الجنوب الافريقي بالحدث يبدو نادرا أو معدوما بحسب ملاحظاتنا الاولية. * لكن ما يبدد من المخاوف هو أن الأمر مختلف كثيرا في المونديال، لأن جماهير الدول المشاركة في المونديال ستحضر بقوة وكذا جمهور جنوب افريقيا جمهور عالمي، ومرتقب توافده بكثرة بدليل أن أغلب غرف الفنادق تم حجزها للفترة المقبلة. * بالإضافة إلى ذلك فإن المناخ السائد في هذه الفترة، وهو الفصل المميز بجوه المنعش، يفتح المجال للكثير من البلدان الاوروبية التي تعيش فترة الحر للتنقل الى جنوب افريقيا لمتابعة الحدث الكروي بالاضافة الى شغفها وحبها لكرة القدم. * * لقطات من كأس القارات * - قام نحو 40 من أفراد القوات الخاصة بمظاهرة احتجاجية خارج الملعب بجوهانسبورغ، مطالبين بمضاعفة راتبهم اليومي البالغ 200 راند (2000 دينار جزائري تقريبا). * - يحتفل سكان جنوب افرييقا كثيرا بالمناسبات الرياضية من خلال ارتداء نظارات كبيرة تحمل ألوان علم بلدهم دون أن نعرف سبب ذلك. * - يضطر المنظمون الى مراقبة الملاعب والاماكن المحاذية لها قبل المباراة بثلاث ساعات عبر الكلاب المدربة كشفا عن المتفجرات. * - عكس مدينة جوهانسبورغ فإن بريتوريا التي تحتضن عددا من مباريات مجموعة ايطاليا والبرازيل لا تعرف زحاما مروريا وربما بحكم قلة الاقبال الجماهيري. * - لا يعلم أعضاء المنتخب الإيطالي وأفراد البعثة الإعلامية الذين التقتهم الشروق عن مواجهة الجزائر شيئا، حيث أبدى عدد من الإعلاميين استغرابهم من ذلك مؤكدين ان برنامج المنتخب الإيطالي مسطر ولا يحتوي على كلمة "الجزائر". * - يحظى المنتخب الأمريكي بحراسة أمنية مشددة على عكس باقي المنتخبات، في وقت تعرف تدريبات منتخبات ايطاليا والبرازيل واسبانيا إقبالا جماهيريا كبيرا دون حراسة أمنية مشددة.