موسى تواتي: رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية يجتمع اليوم وغدا موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية بأعضاء اللجان الولائية التي ستشرف على إعادة هيكلة الحزب، حيث سيطرح المشاركون جملة من الانشغالات، من بينها تغييب هياكل الأفانا على مستوى الولايات، واللجوء إليها في المواعيد الانتخابية فقط، إلى جانب الفصل في الأصوات المعارضة لسياسة تواتي. * * ويعد اللقاء الأول من نوعه بعد الانتخابات الرئاسية، التي أظهرت ضعف هيكلة الحزب على مستوى عديد الولايات، الأمر الذي جعل تواتي يصر على ضرورة تنظيم الأمور الداخلية للأفانا، ملوّحا بإقصاء كافة الأصوات المعارضة لطريقة تسييره للحزب، والتي تتهمه إياه بإعطاء الأولوية في مناصب المسؤولية لأصحاب المال، وهي التهمة التي يصّر تواتي على نفيها، مؤكدا في كثير من المناسبات بأنه يسعى لكي يستقطب حزبه المناضلين الفعليين، الذين لا يمارسون النشاط السياسي إلا لغرض واحد ووحيد، وهي المصالح والمنافع التي يمكن جنيها، رافضا أن تتحوّل الأفانا إلى الوجهة الرئيسية للمناضلين الذين يأتونها من تشكيلات سياسية أخرى، بحثا عن المناصب، أو للفوز بمقاعد في إحدى المجالس المنتخبة. * ورغم التهديدات التي أطلقها تواتي بخصوص إبعاد معارضيه من صفوف الحزب، إلا أن القانون الداخلي والقانون الأساسي للأفانا يحولان دون تمكّنه من تحقيق هذا المبتغى باستثناء في حالة لجوئه إلى المجلس الوطني، من خلال إحالة الأصوات الخارجة عن الصف على لجنة الانضباط، وهو الخيار الذي يخشاه المعارضون لتواتي، وهم يتهمونه بخياطة المجلس الوطني على المقاس، عن طريق انتقاء الموالين له، بما يمكّنه من تمرير كافة القرارات والإجراءات التي يتخذها. * ومن المآخذ التي يسجلها المناضلون على رئيس الجبهة الوطني الجزائرية، عدم اهتمامه بإعادة هيكلة الحزب على المستوى البلدي والولائي، وفي تقديرهم فإن الهيكلة موجودة على الورق فقط، في حين لا شيء يوحي بأنها مطبقة على أرض الواقع، مصرين على ضرورة خلق مكاتب ولائية وبلدية تنشط طول العام، وأن لا يقتصر ذلك على المواعيد الانتخابية فحسب. * ومن جانبهم يطرح نواب المجلس الشعبي الوطني عن الأفانا انشغالا جوهريا، وهو ضرورة الاحتكام للصندوق في تجديد هياكل الحزب على مستوى الغرفة السفلى للبرلمان، مبدين تخوفهم من أن تخضع العملية لمقاييس أخرى، ليست لها أي علاقة بالكفاءة والنضال السياسي، كما يطرح بعض الأعضاء القياديين ضرورة تنظيم جامعة صيفية أسوة بالأحزاب الكبيرة، بما يمكّن من توفير فضاء لتبادل الأفكار والآراء، ومناقشة نقاط الاختلاف ما بين المناضلين، خصوصا في ظل الحديث عن نشوء حركة تصحيحية تعمل على استقطاب مناضلين من الأفانا، والتي التحق بها مؤخرا مناضلو ولاية تبسة عقب مناوشات حدثت في اجتماع جهوي ترأسه تواتي، بسبب منع إحدى المناضلات وهي عضو بالمجلس الوطني من دخول قاعة الاجتماعات لحضور اللقاء، وما تعرضت له من تجاوزات.