تائهين في عرض البحر لمدة قاربت الخمسة أيام بعدما انطلقوا من شواطئ مستغانم متجهين نحو اسبانيا، لترتفع بذلك حصيلة الحراقة الموقوفين نهاية الأسبوع المنصرم وبداية هذا الأسبوع إلى أكثر من 100 حراق. تراوحت أعمار الحراقة الموقوفين الذين تم إنزالهم أمس بميناء الجزائر مابين 20 وال35 سنة منهم بعض المتزوجين، وكانت تبدو عليهم ملامح التعب والإرهاق وفي نفس الوقت الفرح لأنهم لم يصدقوا أنهم لايزالون على قيد الحياة بعد 5 أيام من التيه عرض البحر. وحسب روايات بعضهم فقد دفع كل واحد منهم مبالغ مالية تصل إلى 10 ملايين سنتيم لإقتناء المعدات والقوارب، وقال فتحي 21 سنة" دفعت 10 ملايين سنتيم أنا وأصدقائي للذهاب إلى إسبانيا للبحث عن عمل" وأضاف " لو وجدت عملا في الجزائر لما خاطرت بنفسي بالذهاب إلى اسبانيا".."لقد أخذني الطمع في مستقبل أفضل هناك بالمخاطرة في عرض البحر".." رأيت الموت بأم عيني"، ويقول أحد الحراقة المتزوجين"لقد تركت أولادي وزوجتي عند والدتي وقررت المغامرة للبحث عن عمل ..خرجت من المنزل غاضبا" وأضاف "لقد غرر بنا، قيل لنا أنكم ستذهبون في قوارب كبيرة". اضطر هؤلاء الحراقة استنادا إلى رواياتهم إلى الإتصال بالقوات البحرية لمستغانم ووهران بعد أن جرفتهم التيارات البحرية، الأمر الذي صعب من عمل حرس السواحل الذين اعتمدوا على معلومات تفيد بأن الحراقة اتجهوا إلى إسبانيا، وقد تحركت حرس السواحل أول أمس على الساعة السادسة مساء بناء على معلومات تفيد بانطلاق 32 حراقا من شاطئ سيدي لخضر بولاية مستغانم ليتم العثور عليهم بعد 14 ساعة من البحث 5 أميال شمال منطقة تنس بولاية شلف. وأشارت شهادات الحراقة، أن إنطلاقهم كان في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء حوالي الساعة ال3 صباحا باتجاه اسبانيا انطلاقا من شاطئ سيدي لخضر بمستغانم، غير أن التيارات البحرية جعلتهم في حيرة من أمرهم، الأمر الذي دفع بهم إلى العودة والإتصال بالقوات البحرية بعد ثلاثة أيام وهم في عرض البحر. وقال المقدم سليمان دفايري، رئيس خلية الإتصال على مستوى قيادة القوات البحرية، أنه تم إيقاف إلى نهاية الأسبوع المنصرم وبداية هذا الأسبوع 103 حراقا من 17 في الجهة الغربية و و71 في الجهة الغربية و14 حراقا تم إيقافهم أمس من طرف مركز الإنقاذ التابع لحرس السواحل الإيطالية، وبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين أحصتهم قيادة القوات البحرية منذ دخول العام 2008 حوالي 400 مهاجرا ، كما أشارت إحصائيات السنة الماضية إلى انتشال 94 جثة منها 54 لم يتم التعرف على هويتهم بعد.