إنعدام المكيفات الهوائية في "أوت" يشغل بال المصلين, ولا صلاة من المصحف مباشرة يكفي القول أن صلاة التراويح هي الشعيرة الوحيدة التي تخرج النساء الجزائريات إلى المساجد, لنعرف ما تمثله صلاة التراويح لدى الجزائريين إلى درجة أنهم يؤدونها أكثر حرصا من أداء الصلوات المفروضة بحجة أن توقيتها مناسب ببعده عن أوقات العمل .. * * و صور حجاج بيوت الله مباشرة بعد الإفطار هي من العلامات المميزة لرمضان الجزائريين حيث يجمع المسجد كل شرائح المجتمع من دون استثناء, ويشاهد المصلون دائما محافظة الكثير من الوزراء والساسة ورجال الأعمال الأثرياء على أداء صلاة التراويح "السنّة" التي يجمع الجزائريون قاطبة على أدائها, وأصبحت لها في وزارة الأوقاف هيئة تسهر على إنجاحها.. وباشر المسؤولون على أزيد عن 20 ألف مسجد رسمي موجود في الجزائر لاستقبال ما يناهز مليوني مؤدي لصلاة التراويح رغم أن المشكلة المطروحة حاليا هي انعدام المكيفات الهوائية في أغلب المساجد وهو ما يعرض المصلين لمخاطر كثيرة خاصة مرضى القلب حيث يمكثون أزيد عن ساعة وبأعداد غفيرة داخل قاعة غير مكيفة يبذلون في جهد "القيام والسجود" في درجة حرارة سترتفع مع وجود الآلاف داخل قاعة مغلقة إلى نحو الخمسين درجة في قلب شهر الحر أوت, وإذا علمنا أن مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة المشهور عالميا من دون مكيفات رغم أنه مسجد تسهر الدولة على شؤونه خاصة أن فاتورة الكهرباء والماء لا تنزل فيه عن النصف مليار سنتيم سنويا.. إذا علمنا ذلك فلنا أن نتصور حال بقية المساجد.. وعاودت وزارة الأوقاف للموسم الثاني على التوالي التركيز على ضرورة الاستعانة بحافظ للقرآن الكريم وتجنب اللجوء إلى القراءة عبر المصحف الشريف خاصة أن الجزائر بها الآلاف من حفظة القرآن الكريم, وقد سبق للشيخ مجمد الغزالي رحمه الله وأن أشاد بذلك وقال أن الجزائر ربما تحتل المركز الأول في العالم في حفظة القرآن كاملا عن ظهر قلب.. واعتبر ذلك نتاج ما بذله الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي حفظ القرآن الكريم وعمره دون الثامنة رفقة كل رجالات جمعية العلماء المسلمين من دون استثناء, وهو ما جعلهم ينقلون كتاب الله إلى تلامذتهم والذين مازال الكثير منهم على قيد الحياة, ومن غير المعقول أن بلد القرآن الكريم يتم فيها أداء صلاة التراويح عبر المصحف بالقراءة المباشرة رغم أنه في ذات المسجد يوجد من يحفظ القرآن الكريم .. وأحيانا نجد في مساجد الجزائر الصف الأول في الصلاة مكوّن من حافظي كتاب الله الذين يساعدون القائم على صلاة التراويح لتصحيح الأخطاء الوارد الوقوع فيها على مدار ثلاثين يوما من الصلاة والقراءة من دون انقطاع لكتاب الله.. الجديد هذا العام هو متابعة الصلاة من مساجد الجزائر عبر التلفزيون وهي فرصة لتعيش بعض النسوة والمرضى والذين لا يمكنهم التنقل إلى المسجد للصلاة, والمهاجرين أيضا لمشاهدة أجواء صلاة التراويح التي تخطف ألباب الجزائريين المتمسكين بها أكثر من كل شعوب العالم الإسلامي. * وكان التلفزيون الجزائري قد قرر من خلال فضائية القرآن الكريم التي مازالت في مرحلة البث التجريبي نقل صلاة التراويح على المباشر طيلة شهر رمضان المعظم القادم, وهذا مباشرة من جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة .. وكان ذات الجامع قد تم إشعاره في السنوات الماضية بإمكانية نقل صلاة التراويح منه ولكن من دون تطبيق بسبب نقل اليتيمة لبرامجها الكثيرة في رمضان خاصة أن فترة التراويح يتم فيها بث الأعمال الجزائرية..لكن مع ظهور فضائية القرآن الكريم ستنقل الصلاة لأول مرة في تاريخ الجزائر والجزائريين الذين تعودوا على متابعة تراويح البقاع المقدسة التي تنقلها كل القنوات السعودية من دون استثناء طوال رمضان. * ومسجد الأمير عبد القادر في العام الماضي انتدب القارئ "نورالدين مناني" المرشح للصلاة بالناس في رمضان المقبل وهو إمام شاب ساعده في آخر أيام رمضان الدكتور عبد الكريم رقيق الذي كان إماما بجامع الأمير عبد القادر قبل توقيفه بطريقة غير مباشرة, كما صلى التراويح بالناس في رمضان قبل الماضي الشاب "أحمد بوخزة" وقبله أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر الشيخ صالح والذي تجلب تلاوته الآلاف من المصلين.. ومازال إسم الذي يطل بصوته على مشاهدي ومتابعي قناة القرآن الكريم لم يظهر بعد. * أما عن الجامع التحفة الذي يشكوا من انعدام المكيفات الهوائية فإن لجنة الجامع ستقوم هذا الموسم لثاني مرة بتفريش الساحة الواسعة للجامع لأجل الصلاة في أرجائها لتفادي الحرارة التي تقارب بسبب تكدس المصلين في القاعة الخمسين درجة وهو ما يجعل طاقة استيعاب الجامع تقارب العشرين ألف مصل.. ويعيش هذه الأيام العشرون ألف مسجد في الجزائر أجواء التحضير لشهر رمضان وخاصة لصلاة التراويح بتنظيف المساجد بشكل لافت واقتناء المروحيات الكهربائية وليس المكيفات, إضافة إلى استغلال الساحات الموجودة داخل المسجد لتفادي الحرارة الشديدة التي اشتكى منها المصلون منذ بداية الصيف الحالي فما بالك في رمضان.