مخاوف من انتشار المرض سريعا في المساجد مختصون: المكيفات الهوائية تنقل الفيروس بأقصى سرعة في الوقت الذي تتخذ فيه كل الدول عبر العالم احتياطاتها للوقاية والحد من انتشار مرض "أ.أش.1 أن. 1" المعروف بأنفلونزا الخنازير، أهملت السلطات المعنية في الجزائر مسؤوليتها تجاه هذا الوباء بتجاهل إصدار أي تعليمة لتكثيف العمل التحسيسي والوقائي في المساجد التي تعرف اجتماع المئات ليليا في صلاة التراويح. * * وأكدت مختلف الجهات المسؤولة على العمل الوقائي أنّها لم تتخذ أي إجراء يحمي من خطر انتشار الوباء بين المصلين، خاصة وان الجزائر تحصي إلى الآن 33 حالة مؤكدة عبر الوطن. * صرّح أمس مسؤول من وزارة الشؤون الدينية ومصدر طبي أن كلا الوزارتين لم تتخذ أي إجراءات وقائية للمحافظة على صحة المصلين في المساجد من خطر تفشي وباء أنفلونزا الخنازير بينهم، وأعقب ممثل وزارة الشؤون الدينية السيد يحي دوري أن الوزارة دعمت مساجد الوطن بمكيفات هوائية لتسهيل صلاة التراويح عبر 15 ألف مسجد بالوطن، نافيا علمه بأي تعليمة أو عمل تحسيسي خاص بوباء أنفلونزا الخنازير. * كما أضاف مصدر طبي مقرب من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن الوزارة لم تزد شيئا على الإجراءات الروتينية التي تبّنتها منذ اقتراب الوباء منها قبل ثلاثة أشهر في الموانئ والمطارات، وهي إجراءات غير كافية لمحاصرة الوباء والحفاظ على صحة المواطنين من خطر الإصابة به، وذكر أن أغلب الجزائريين لا يعرفون الكثير عن هذا المرض ولا حتى كيفية الوقاية منه، لأن التحسيس متمركز في مناطق لا يقصدها الجزء الأعظم منهم. * وقد استشعر المصلون البارحة في صلاة التراويح كيف أن خطر الإصابة محدق بهم، خاصة لمّا أمر إمام بمسجد البليدة المصلين بضرورة غلق النوافذ والأبواب فور دخولهم للصلاة من أجل تفعيل دور المكيف الهوائي، وهو ما استاء له المصلون، خاصة وأن صلاة التراويح تدوم قرابة ساعة ونصف ساعة من الزمن، ويحضرها عدد معتبر من المصلين، لا يمكن للمكيف الهوائي أن يلطف الجو السائد في المساجد، وهو الأمر ذاته الذي يشترطه أغلب أئمة المساجد التي تكون مزوّدة بمكيفات هوائية غير منتبهين للخطورة التي يحدثها المكيف الهوائي. * وعن هذه الخطورة، أخبرنا مصدر طبي أن المكيف الهوائي ينقل فيروس "أ. أش1.أن1" بأقصى سرعة إذا كان من بين المتواجدين في المكان المغلق شخصا مصاب بالفيروس، حيث أنه يدير الهواء الموجود في القاعة في وقت وجيز على جميع الحاضرين فيها مما يسمح بانتقال الفيروس عن طريق التنفس. * المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الشؤون الدينية السيد عدّة فلاحي صرّح في اتصال هاتفي للشروق اليومي أن الوزارة قامت بالتعاون مع شركة بتعقيم كافة المساجد بالعاصمة من أجل ضمان أحسن الأجواء لأداء صلاة التراويح، وأنه توجد مخاوف في الأوساط المسجدية من انتشار أنفلونزا الخنازير، إلا أن الأئمة يقومون بعمل تحسيسي من أجل توفير الوقاية اللازمة بكل المساجد عن طريق المحافظة على الأبواب والنوافذ مفتوحة طيلة آداء الصلاة للسماح لأكبر كمية ممكنة من الهواء بالدخول وتجديد الهواء الموجود بالمساجد ومنع انتقال العدوى إذا كان أحد المصلين مصابا بالوباء. وذكر السيد عدّة أن عملية التوعية شملت كل المساجد لوعي الأئمة بخطورة الوضع على صحة المصلين. * كما أعلنت مديرية الشؤون الدينية في العاصمة عن شروعها في حملة نظافة منتصف أوت الفارط عملا بتوجيهات والي العاصمة، وجاءت العملية على يد مؤسسة "ايربال" المكلفة رسميا بعملية إبادة الحشرات الضارة وكذا الانطلاق في سلسلة من الدروس المسجدية التي تركز على مفهوم النظافة في المساجد. * وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لم تجب عن انشغالنا المتمثل في اتخاذ إجراءات للوقاية من الوباء عبر المساجد، بسبب دخول مسؤوليها في اجتماع امتد من الساعات الأولى لنهار أمس إلى غاية كتابة هذه الأسطر.