*فتيحة سلطان: "تقهقر اللغة وافتقاد التأثير الدرامي سببان رئيسيان في غيابها" *سلمى المصري: "الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع تكلفة الإنتاج" قالت الفنانة الجزائرية فتيحة سلطان بأن عجز الدراما الجزائرية عن إنتاج مسلسلات دينية وتاريخية جيدة، يعود إلى عدم إتقان أغلب فنانينا للغة العربية، التي تعد الأداة الفاعلة والمحرك الرئيسي للإنتاج الدرامي، إلى جانب غياب التقمص الجيد للشخصيات التاريخية من قبل الممثلين الجزائريين، فيما ترى الفنانة السورية سلمى المصري بأن دخول سوريا كسائر بلدان العالم في نفق الأزمة الاقتصادية هو السبب وراء إحجام صناع الدراما بالبلد عن تصوير مسلسلات تاريخية أو دينية لارتفاع تكلفتها. اعترفت الفنانة فتيحة سلطان في تصريح للشروق بأنها وعلى غرار الكثير من الفنانين الجزائريين الذين تخرجوا من المسرح الشعبي وتعودوا على التمثيل باللهجة العامية الجزائرية، كما أن أغلب ممثلينا -تقول- تغلب اللغة الفرنسية على قاموسهم اللغوي، متوقفة في هذا الشأن عند تجربة شخصية أوقعتها في حرج عدم تمكنها من زمام اللغة العربية الفصحى، تقول: "شاركت سابقا في تونس في مسرحية «يوغرطة» أين كان من المفروض علي أن أؤدي دوري بلغة عربية صرفة، وإذ بالمخرج يقاطعني بالقول: كل من يسمعك وأنت تحاولين تجسيد دورك في المسرحية يظن أنك فرنسية، وكان يقصد بالقول أن لغتي العربية ليست جيدة". وعلى هذا الأساس تستطرد محدثتنا قائلة: "سأفعل كل ما في وسعي لأحبب ابنتي في اللغة العربية التي نفخر بها كونها ترجمان القرآن الكريم". وأضافت محدثتنا في السياق نفسه:"إن تقديم عمل درامي تاريخي ناجح مهمة صعبة جدا، لكنها ممكنة لو توفر لدى الممثلين قوة التقمص والتأثير الدرامي، وهو ما اعتبرته غائبا عند معظم ممثلينا، ممن تعودوا على تجسيد المسلسلات البسيطة التي لا تخرج عن دائرة مشاكل الأسرة الجزائرية. أما الفنانة سلمى المصري، التي تعد اليوم من كبار نجوم الدراما السورية، فقد ناقشت محور إحجام بلدها عن إنتاج مسلسلات تاريخية ودينية تعوّد المشاهد العربي على الاستمتاع بها في رمضان خلال عقدين من الزمن، لما طرحته هذه الدراما من قضايا مهمة وجريئة في سياقات تاريخية ودينية مميزة، إلى دخول العالم إلى نفق الأزمة الاقتصادية وتسجيل تراجع ملحوظ في عدد الأعمال الدرامية لهذا العام.. سيما الإنتاج الخاص الذي تأثر بشكل واضح ومباشر بالأزمة المالية العالمية من خلال انخفاض رأس المال المخصص للإعلان من قبل الشركات العربية المستثمرة في الإنتاج الدرامي السوري، فعدد الأعمال المنتجة لهذا العام انخفض إلى النصف مقارنة بالعام الماضي -تقول-. وأضافت الفنانة في تصريح للشروق بأن سوريا تعوّدت بأن تنتج كل سنة من الأعمال الدرامية ثلاثة أضعاف ما أنتجته هذه السنة، قبل أن تضيف بأن مستوى آداء الفنانين السوريين مستقر في تألقه مثلما تعوّد عليه المشاهد عبر أعمال كثيرة، لكن تكلفة تصوير مسلسلات من هذا القبيل هو الحائل الوحيد أمام تكثيف الإنتاج.