الضحايا من عائلة واحدة كانوا متوّجهين للبحر شهدت بلدية الغزوات أمس في حدود منتصف النهار جريمة مرورية مروعة جدا راح ضحيتها 16 مواطنا، بعد اصطدام شاحنة لنقل الرمال بسيارة نقل جماعي من نوع "كارسان جي 5" محملة بالركاب من عائلة واحدة، هي عائلة عراب التي كانت متجهة للبحر، الحادثة وقعت بالمخرج الجنوبي للبلدية بمنطقة باب خروفة، وتحديدا على الخط الرابط بين الغزوات ودار بن طاطا. * وتعود أسباب هذا الحادث المروّع، حسب التقرير الأولي لمصالح الدرك الوطني إلى لجوء صاحب الشاحنة للتجاوز الخطير غير المسموح به والسرعة الفائقة، مما أدى إلى اصطدامه بالكارسان مخلفا في حصيلة أولية 16 قتيلا وجريحا واحدا في حالة جد خطيرة تم نقله من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى الغزوات. تجدر الإشارة أن طرق الغزوات تحوّلت هذه الصائفة إلى مقبرة حقيقية، نظرا لتزايد عدد حوادث المرور فيها، والتي تورط فيها عدد من مهربي الوقود الذي يستعملون السرعة المفرطة هربا من أعوان الدرك والجمارك، علما أن القانون الجديد المتخذ مؤخرا من طرف والي ولاية تلمسان والقاضي بتقليص الكمية المسموح بتعبئتها من المازوت، أضيف إلى جملة أخرى من القرارات السابقة التي فشلت في وضع حد لتهريب المازوت والبنزين نحو المملكة المغربية، فقد تم فيما سبق وضع قوانين بتسجيل رقم كل سيارة تملأ خزان وقودها للتحقيق مع أصحابها في حالة ثبت أنه يملؤه أكثر من مرة في اليوم، كما تم وضع عراقيل إدارية على مستوى الولاية بعدم تسليم البطاقات الرمادية لأنواع معينة من السيارات ك"رونو 25 و21 وإيكسبار"... وغيرها، كما أن قانون مكافحة التهريب حمل في طياته عقوبات مشدّدة على المهربين تصل إلى 5 سنوات سجنا، لكن انعدام فرص العمل البديلة والركود الاقتصادي الرهيب بالشريط الحدودي جعل جحافل الحلابة تتزايد عقب كل قانون جديد يصدر لوضع حد لهذه الآفة، كما أنهم يحوّلون لطرق العمومية إلى ميادين سباق حقيقية للسيارات والشاحنات، مما خلف العديد من الضحايا، آخرهم نتيجة مجزرة الأمس في الغزوات. * للإشارة، فإن حادث الأمس انقلب إلى احتجاجات شعبية على مستوى الطريق الرابط بين الغزوات وتلمسان من أجل المطالبة بتكثيف الحواجز الأمنية.