بلاطة حصة هلا سألوا - تصوير احميدة.غ القناة تنفرد بعرض المسلسل الديني التاريخي الضخم "صدق وعده" مدير القناة محمد عوادي: "لا نسعى لمنافسة أحد والقناة تعمل وفق المرجعية الدينية الجزائرية" كانت "الشروق" أول جريدة تدخل استوديوهات القناة الخامسة للقرآن الكريم منذ انطلاق بثها شهر مارس الفارط، حيث كانت لنا جولة في كواليس التحضيرات الأخيرة لإطلاق الشبكة البرامجية الجديدة الخاصة بالشهر الكريم، والتي تشهد لأول مرة إطلاق القناة لحصص مباشرة، ويتعلق الأمر بحصتين: "هلا سئلوا" وهي حصة خاصة بالفتاوى تجيب على أسئلة المشاهدين على المباشر، وحصة "كلمة السر" وهي حصة تربوية ثقافية أيضا على المباشر يجيب خلالها المشاهدون على جملة من الأسئلة التربوية والدينية والثقافة العامة على ثلاث مراحل تقدمها نوال يوسفي، يمكن للمشاهدين خلالها الفوز برحلات عمرة إلى البقاع المقدسة خلال الشهر الفضيل. * * هذا إلى جانب انفراد القناة بعرض المسلسل الديني الضخم "صدق وعده" لمحمد عزيزية وبطولة النجم المصري خالد النبوي مع ما يتوقع ان يثيره المسلسل من جدل واستقطاب، الذي يروي رحلة الإسلام الحنيف منذ نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما ستنقل القناة طيلة شهر رمضان ولأول مرة صلاة التراويح من مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة، وقد تم في هذا الإطار ضبط قائمة المقرئين الذين يقومون بهذه المهمة، وصلاة الجمعة من مسجد القدس بالعاصمة ومسجد بجاية وكذا معسكر مع درس يسبق الصلاة، مع وجود منشط يربط بين الفقرات، هذا إلى جانب تقديم توقيت افتتاح القناة بساعة حيث ينطلق بثها طيلة رمضان بداية من الساعة الثانية عشر والنصف إلى ما بعد منصف الليل، ومن الساعة الثالثة بعد الزوال بدل الرابعة، كما سيتم أيضا بث سلسلة "ناس وناس" التي تقدم نوعا من السكاتشات في قالب تربوي اجتماعي هادف، تقدم حكمة أو مثلا مستمدا من آية كريمة أو حديث شريف. * * محمد عوادي (مدير القناة): * "نطمح مستقبلا لتوسيع البث، ونراهن على كل ما هو جزائري" * * أوضح مدير القناة محمد عوادي أن القناة تسعى لتقديم برامج جامعة لكل الجزائريين بمختلف فئاتهم ومشاربهم وتطبيقاتهم الدينية مع ما يتماشى مع المذهب الأكثر انتشارا في الجزائر "المذهب المالكي" مع إيجاد مكان للمذهب الإباضي المتواجد أيضا في مناطق من التراب الجزائري، وقال المتحدث إن القناة تقدم حصصا وبرامج متنوعة وحية بالصوت والصورة والتركيز على التلاوة، وكشف المدير أن القناة تركز على كل ما هو جزائري سواء في إعداد المادة أو الضيوف، ومستقبلا تفكر في إنتاج حصص كبرى، وربما مسلسلات. * وفي سياق متصل، قال المتحدث إن المشاهد الجزائري متعود على المادة الدينية في رمضان، لهذا اعتمدت القناة أسلوب البرامج القصيرة والخفيفة وعدم الإطالة، تجنبا للملل، وجلب انتباه المشاهد من خلال تقديم مادة دينية دسمة، لكن بأسلوب سلسل وخفيف يجلب الجمهور، لأن المادة الدينية المقدمة على التلفزيون يجب أن تكون مختلفة عن ما يقدم في المساجد، وهذا في إطار المعايير المهنية التي تتحكم في الإعلام والتي تجمع بين الفكر والتربية وتجمع بين الدين والدنيا، لذا فسياسية القناة تجمع بين الفكر والدين والثقافة والعلم. * من جانب آخر كشف مدير القناة الخامسة للقرآن الكريم، أن القناة تشكل منبرا جزائريا للجزائريين "الذين كانوا يتوجهون عادة بأسئلتهم إلى منابر أخرى، وغالبا ما تعطيهم إجابات وفتاوى لا تتماشى مع الواقع الفكري والمجتمع الجزائري، لهذا فالهدف في المستقبل -حسب المدير- هو جزأرة القناة مائة بالمائة، سواء في الإنتاج أو المادة أو الضيوف، لهذا فهذه فرصة للجزائريين للالتفاف حول قناتهم، خاصة وأنها تستعين بكفاءات وأساتذة جزائريين، والمشاهد الجزائري سيكتشف تدريجيا أن ما "نقدمه أرزن مما يقدم في كثير من المنابر، لأننا لا نركز على الجانب التجاري، فمنطق النجومية هو أسلوب تليفوني وافد إلى المشرق من أمريكا، ولكن لا نتعامل به، لأنه لا يدوم، وهو أسلوب يصلح أكثر لتسويق الفنانين، والمادة الدينية تتطلب قدرا من الرزانة والاتزان، ولأن الذي يقدم المادة الدينية يجب أن يكون محترما وموقرا وكلمته يجب أن يكون لها وقع وصدى، هذه هي النجومية بالنسبة لنا، الكلمة يجب أن تستوعب كما هي، لا أريد أن تستوعب كشكل لكن كمضمون، والنجومية خلقتها التجارة في الاشهار والتسويق، ومن خلالها يتم تسويق بضاعة أو فكرة، نحن لسنا ضد هذا الأسلوب لكنني ضد أن أضع مثلا المقرئ في الملعب وتلتف حوله النساء فقط، فالقرآن لا يصل لهذا المستوى، الدين له مكانته في الجزائر، والدين غالبا ما تقدمه بعض القنوات كأغنية". * من جهة أخرى أكد المتحدث أن خط القناة واضح ويعتمد على القرآن والسنة والمذهب المالكي كمرجعية أساسية وأرضية لا نقاش فيها، إلى جانب فتح القناة لكل الآراء الدينية المتنورة والاجتهادات التي تخدم الدين الإسلامي، لأن المشكلة ليست أبدا في المادة الدينية بقدر ما هي في الطريقة التي تقدم بها هذه المادة، لهذا القناة تقدم مادة تتماشى مع التقاليد الدينية الجزائرية، وهي منبر جزائري قد يجد فيه الناس إجابات لأسئلتهم لأن الجزائري معروف بحب الاطلاع والشغف في السؤال عن كل ما هو ديني وروحي، وفي اغلب الأحيان ما كانت هذه الأسئلة الطريق التي عبرت منه أفكار غريبة ودخيلة على المجتمع الجزائري، وغالبا ما ليس لها أصل ديني واضح ولكنها نتاج اجتهادات بشر من مشارب وبيئات مختلفة ليست بالضرورة هي التي تصلح للمجتمع الجزائري، وأوضح المتحدث أن القناة هي أداة لتكملة ما تقدمه المدرسة والأسرة. * وفي سياق الآفاق المستقبلية للقناة، كشف المدير أنه يتم التفكير والسعي للرفع من ساعات بث القناة وتغطية كافة مناطق الوطن إنتاجا "هدفنا أن يجد كل جزائري نفسه في القناة ونكتشف القدرات والكفاءات العلمية الجزائرية ونعطيها فرصة ومنبرا للتعبير واستغلالها". * * الأستاذ محمد الشيخ معد حصة "هلا سألوا" * قال الأستاذ محمد الشيخ إن عنوان الحصة مأخوذ من حديث النبي المشهور "هلا سألوا" والمستمدة من الواقعة المشهورة التي قتلت فيها جماعة إنسانا استنادا إلى فتوى بغير علم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قتلوه قتلهم الله هلا سألوا" وهي حصة مجتمع تجيب على أسئلة الناس، تبث يوميا على المباشرة، طيلة شهر رمضان في مدة 26 دقيقة يتم خلالها استقبال أسئلة المشاهدين عن طريق البريد الإكتروني والبريد العادي أو الفاكس أو الهاتف أو الرسائل الهاتفية القصيرة، وتحاول أن تجيب على أسئلة المجتمع في مختلف المجالات الدينية والمتعلقة بحياة الناس، والعنوان في حد ذاته يسعى لتكريس بصمة من التجديد والخصوصية لتجنب التكرار لما هو موجود في هذا النوع من الحصص في باقي المنابر. * وقد صادف تواجد "الشروق اليومي" بمقر القناة والبث التجريبي للحصة، وكذا وضع الروتوشات الأخيرة على ديكور الأستوديو الذي رعي فيه أن يكون مناسبا لفن العمارة الإسلامية بالشكل الجمالي المعروف في الجزائر، الحصة يقدمها الاستاذ محمد الشيخ رفقة الاستاذ محمد مشنان.. وهو نفس الأسلوب الذي تم اتباعه في تصميم ديكور الحصة التربوية "كلمة السر" التي تقدمها نوال يوسفي على المباشر كل جمعة طيلة شهر رمضان بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال، ويعتمد على تقنية الهاتف على المباشر يجيب من خلاله المشاهدون على جملة من الأسئلة التربوية والدينية والعلمية ويربحون رحلات عمرة للبقاع المقدسة، وهي أول تجربة على المباشر في الحصص للقناة ومقدمة البرنامج نوال يوسفي التي تحدثت ل "الشروق" دقائق قبل البث التجريبي للحصة وعبرت عن ثقتها بالبرنامج والقائمين على القناة لتقديم خدمة إعلامية هادفة للمشاهد الجزائري، كما تشكل لها تجربة في مسارها الإعلامي والمهني قد يشق لها الطريق في اتجاه مغاير خاصة وأنها اول تجربة لها في التنشيط التلفزيوني على المباشر.