إنتاج حقل حاسي الرمل الغازي سيستمر ل40 سنة قادمة في حال استغلاله بعقلانية قال الخبير النفطي عبد المجيد عطار، الرئيس المدير العام السابق لمجموعة سوناطراك، إنه من المستحيل أن تستطيع الجزائر على المدى المتوسط، تعويض الكميات الهائلة من الغاز الروسي الذي يزود أوروبا سنويا. * * وكشف عبد المجيد عطار وزير الموارد المائية السابق، في تصريحات ل"الشروق" امس، إن التقارير التي تتحدث عن قدرة الكميات التي تصدرها الجزائر نحو بلدان جنوب أوروبا عن طريق الأنابيب العابرة للمتوسط عن طريق اسبانيا وإيطاليا، هي تقارير مبالغ فيها جدا بالنظر إلى الحقائق الميدانية الخاصة بقدرة الجزائر على تصدير كميات إضافية من الغاز الطبيعي نحو أووربا، مضيفا إن الكميات الحالية المصدرة من الجزائر نحو أوروبا والتي تتراوح بين 62 مليار م3 و65 مليار م3 مكعب سنويا بإمكانها إحداث نوع من التوازن ولكن ليس بإمكانها تعويض الكميات المهولة من الغاز الروسي الذي يزود تقريبا جميع بلدان القارة الأوربية بالغاز الطبيعي. وتزود موسكو أوروبا ب40 بالمائة من حاجاتها من الغاز ويمر 80 بالمائة من هذه الكميات عبر الأراضي الأوكرانية. * وقال عطار، إن كل الأنظار في الجزائر موجهة نحو حقل حاسي الرمل العملاق الذي ينتج 70 بالمائة من الغاز الجزائري، من أجل رفع الصادرات السنوية من الغاز إلى حوالي 80 مليار م3، ولكنه حذر من الاستمرار في إجهاد حقل حاسي رمل العملاق الذي يعد أكبر حقل غازي في الجزائر وواحد من أكبر الحقول الغازية المستغلة في العالم، مضيفا أن الحكومة الجزائرية مطالبة باستغلال الحقل الذي يعد بمثابة الرئة الغازية والطاقوية للجزائر بصفة عقلانية جدا، لأنه يتوفر على ميزة هامة جدا وهي أن الغاز الذي يحتويه هذا الحقل العملاق هو غاز رطب من نوعية مناسبة جدا لإنتاج كميات إضافية هامة من المكثفات. * وأوضح عطار، إن الاستمرار في ضخ كميات كبيرة جدا من الغاز الطبيعي سيؤثر سلبا في المستقبل على إنتاج الجزائر من مادة الكوندونسا (المكثفات) بسبب انخفاض ضغط الحقل، مؤكدا أن التعامل بعقلانية مع هذا الحقل الذي يعد من بين أربع أكبر حقول غازية في العالم، يسمح باستغلاله لمدة 40 سنة قادمة على الأقل، وعليه يجب أن يتم اعتماد سياسة إنتاجية عقلانية تتناسب مع طاقة الحقل. * وأكد عطار في حديث ل"الشروق"، أنه من الصعوبة بمكان أن تكتشف الجزائر حقولا غازية أو نفطية بنفس أهمية حقول حاسي رمل أو حاسي مسعود، مشيرا إلى أن الحقول الغازية الهامة موجودة في غرب البلاد في مناطق اهانيت وتيميمون ورقان، وهي حقول يتوقع أن لا تتجاوز طاقتها 10 إلى 12 مليار م3، وبالنظر على ارتفاع الطلب الداخلي على الكهرباء والغاز الذي يقدر سنويا ب8 بالمائة فإن الكميات المصدرة لن تعرف وتيرة نمو بالقوة التي تتوقعها بعض الجهات. * وإستطرد عطار، بأن الكميات الأخرى من الغاز الجزائر يتم إنتاجها من حقول رورد النوس وألارار وتبنكورت وعين صالح، ولكنها اقل أهمية من حقل حاسي رمل.