السعودية ترفض استقبال النازحين رفضت الحكومة عرضا تقدم به الحوثيون الثلاثاء لإيقاف القتال الدائر ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة. وقررت مواصلة الغارات الجوية على مواقع الجماعة. وقال محمد عبد السلام إن الجماعة ستوقف إطلاق النار من جانب واحد في جميع جبهات القتال "حقنا لدماء اليمنيين". * وتقضي المبادرة أيضا بفتح الطرق وإزالة المظاهر المسلحة وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ساعة من إعلانها. واعتبر طارق الشامي، المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إن مبادرة الحوثيين تندرج في سياق الدعاية الإعلانية، قائلا إن اللجان الأمنية مازالت تدرسها. وبينما رفض مبادرة المتمردين، هددت السلطات اليمنية باتخاذ "قرارات صعبة" لم يحددها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حال استمرت وسائل إعلامها في تبني مواقف المتمردين الحوثيين والتحريض ضد اليمن. وحذر وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي من ما أسماها الانعكاسات السلبية لهذا الموقف على علاقات البلدين. وكشف في حوار مع صحيفة "الميثاق" الأسبوعية اليمنية نشر الثلاثاء أن بلاده استدعت السفير الإيراني في صنعاء وأبلغته احتجاجها، كما احتجت لدى وزارة الخارجية الإيرانية بخصوص نفس الموضوع. وذكرت مصادر مستقلة أن الرئيس علي عبد الله صالح قد يقطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران خلال الأسبوع المقبل. وكان وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة اليمنية، حسن أحمد اللوزي قد أكد أن المتمردين الحوثيين يتلقون دعما ماليا من الخارج. قال اللوزي إن المرء يحتاج فقط إلى أن ينظر إلى التغطية الإعلامية في قناة مثل "العالم"، وهي قناة إيرانية رسمية. وردا على تلك الاتهامات، نفت الجمهورية الإسلامية صلتها بالأحداث التي يشهدها شمال اليمن، واعتبرت قضية التمرد الحوثي قضية يمنية داخلية لا شأن لها فيها.. من جهة أخرى، تفاقمت ظاهرة النزوح الجماعي والتشرد جراء الحرب الدائرة منذ أسابيع بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين في مدينة صعدة شمال اليمن، والتي يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء لا صلة لهم بالصراع وغير واعين حتى بأسبابه وخلفياته. وحسب أخر تقديرات الأممالمتحدة فقد فر آلاف السكان من ديارهم يشكل الأطفال والنساء الجزء الأكبر منهم. ويحاول آلاف السكان الهرب من جحيم الحرب واللجوء إلى السعودية، الدولة الجارة، ولكن هذه الأخيرة تقوم بطردهم خوفا من تدفق اللاجئين. وتؤكد بعض العائلات لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن القصف الجوي والبري المكثف دفعها إلى التوغل داخل الأراضي السعودية مشيا على الأقدام، غير أن سلطات هذا البلد قامت بإعادتهم وتسليمهم للسلطات اليمنية التي قامت بدورها بإيصالهم إلى مخيم المزرق الذي أنشئ قبل أيام في منطقة نائية. * ويروي مواطن يدعى فؤاد محمد احمد دعماس "25 سنة" للوكالة الفرنسية المأساة التي لحقت بالمواطنين العادين، ويقول إن بعضهم لقي مصرعه تحت نيران الجانبين المتحاربين وبعضهم الآخر اضطر إلى النزوح القسري من دياره. ويشير هذا الشاب إلى أن النازحين فقدوا كافة ممتلكاتهم المادية أو المالية واضطروا تحت القصف الشديد إلى الهرب بالملابس التي كانوا يرتادوها. * ويواجه النازحون داخل المخيم أوضاعا مأساوية، رغم أنهم يقضون يومهم صياما، ويؤكد بعض النازحين لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن الغذاء يقتصر على أرغفة الخبز الحاف عند الفطور بدون أي شيء آخر وتزود كل أسرة بشوال من القمح غير المطحون رغم عدم وجود لا طاحونة ولا آلات لطحنه وأدوات طبخ أو أوان للطعام. كما يفتقد المخيم إلى حمامات وصرف صحي. وحسب منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، يضم مخيم المزرق حوالي 1500 شخص موزعين في 280 خيمة. وتتولى أربع منظمات من الأممالمتحدة تقديم الخدمات لهؤلاء النازحين وهي مفوضية اللاجئين واليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى منظمات محلية. وأسفرت الحرب التي بدأت شرارتها الأولى في 18 جوان 2004 حسب تقديرات دولية عن مقتل نحو 6 آلاف شخص وإصابة ضعفهم واعتقال آلاف الأشخاص بين الجانبين ونزوح عشرات الآلاف.