300 حالة انهيار عصبي سجلتها مصلحة دريد حسين شهر رمضان الماضي يستقبل وكلاء الجمهورية بمحاكم العاصمة يوميا، ومنذ بداية شهر رمضان الجاري، عددا من العرائض يقدمها آباء وأمهات ضد أبنائهم المدمنين على المخدرات، يتهمونهم بالتعدي على الأصول، أكل رمضان، وإدخال المحرمات إلى المنزل، وسرقة ذويهم. * * حيث أكدت مصادر قضائية ل "الشروق" أن الشكاوى ضد الأبناء المدمنين يرتفع عددها خلال شهر الصوم، لأسباب واضحة هي أن حدة الإدمان تتجلى أكثر بحكم السهرات بعد الإفطار، وكذلك شعور الأولياء بالذنب وعدم الراحة النفسية للجرائم التي يرتكبها أبناؤهم المدمنون كالسرقة وضرب الأم والأخوات، وأكل رمضان علنا مع إزعاج الأهل وتعريضهم للخطر. * حيث قدرت مصادرنا أن محكمة الحراش وحدها تستقبل حوالي 10 شكاوي يوميا منذ بداية شهر الصيام من آباء ضد أبنائهم الذين يتعاطون المخدرات يتهمونهم بالتعدي على الأصول، السرقة والتهديد، وعدم الصيام، ويلتمسون من العدالة إدخالهم المصحات للعلاج، فيما يطلب بعض الأولياء سجنهم والتخلي عنهم نهائيا بعد أن ضاقت بهم الحلول لردع تصرفاتهم. * وقد وقفت "الشروق" على حالة شيخ في ال 70 من عمره، قدم عريضة طويلة لوكيل الجمهورية بمحكمة حسين داي يوم الاثنين الفارط، جاء فيها أن ابنه البالغ من العمر 36 سنة، ضربه وتعدى على شقيقاته وسرق منهن ذهبهن، وهواتفه النقالة، وهدده ببيع المنزل خلال شهر رمضان لشراء المخدرات، كما سرق من المنزل حوالي 50 مليون سنتيم، وتسبب في مرض والدته التي أصابها السرطان مؤخرا، وأكد الوالد الضحية أن ابنه "يأكل رمضان"، ويزعجهم بتصرفاته، كما يدخل الكحول والكيف للبيت أمامهم وهم صيام. * وطلب في العريضة المقدمة لوكيل الجمهورية بسجن ابنه للتخلص منه إلى الأبد، بعد أن حاول في الكثير من المرات رده لجادة الصواب. وقال الضحية إن ابنه حاول قتل شقيقته بخنقها في بداية هذا الشهر، ولولا تدخل الجيران لكانت في عداد الموتى. * وفي قضية مماثلة مثلت الأسبوع الماضي أمام محكمة الحراش، موظفة سامية تتابع شقيقها المدمن على المخدرات بسرقة هاتفها النقال، وضرب والدته، وطلبت من هيئة المحكمة علاجه في المصحة، وأن يعوضها عن السرقة ب 15 ألف دج، وعليه التمس ضده وكيل الجمهورية 18 شهرا حبسا نافذا و20 ألف دج كغرامة مالية. * وبمحكمة الحراش دائما، قدمت عجوز شكوى ضد ابنها الوحيد الذي دخل عالم الإدمان منذ سنتين، وأقدم على تحطيم أثاث منزلها بداية الشهر عندما رفضت أن تسلم له المال لشراء الكيف، وقالت في شكواها إنها تريد سجنه في أقرب وقت ممكن لضمان راحتها خلال رمضان، خاصة وأن ابنها سيطر عليها حتى فقدت حلاوة العيش، بل أصبح يدخل أصدقاءه إلى البيت ل "أكل رمضان" وتعاطي المخدرات في عز النهار. * * مصالح الطب العقلي تستقبل انهيارات عصبية لشباب يتعاطون المخدرات بعد الإفطار * وحسب البروفسور محمد تجيزة، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين، فإن حالات من الانهيارات العصبية تسجل خلال شهر رمضان وسط الشباب الذين يتعاطون المخدرات في السهرة، خاصة أثناء السحور، حيث تظهر أعراضها في منتصف النهار تقريبا، وذلك عندما يزول تدريجيا مفعول المخدر، ويجد المدمن الذي يصوم نفسه في حاجة إليه، وتتأثر الأعصاب تدريجيا فيجد المتعاطي للمخدرات نفسه في حالة غضب شديد ينتهي بانهيار عصبي، حيث تستقبل مصالح الطب الشرعي -حسبه- يوميا من 4 إلى 6 حالات انهيار عصبي لشباب تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و35 سنة أغلبهم تناولوا المخدرات في سهرات السحور. * وقدر البرفسور تجيزة عدد المصابين بالانهيارات العصبية الذين استقبلتهم مصلحته شهر رمضان الفارط ب 300 حالة، نسبة كبيرة منهم تعاطوا المخدرات بعد الإفطار وظهرت الأعراض في النهار. وحذر المتحدث من هذه الظاهرة التي تؤدي إلى جرائم وخيمة أحيانا، والضحية الأولى فيها الأولياء الذين يعانون رغم صيامهم مع أبنائهم المدمنين على المخدرات، فعلاوة عن الحاجة للمال يصبح إدمان الأبناء عبءا ماليا آخر. * واستقبلت مصلحة الاستعجالات لمستشفى مصطفى باشا، حسب مصادر طبية، حالات انهيار عصبي بداية شهر الصيام لشباب وحتى كهول ارتكبوا جرائم كالقتل في شجارات نشبت أثناء صيامهم نهارا وكانوا تحت تأثير المخدرات التي أقبلوا على تعاطيها خلال السهرة الرمضانية.