قال مصطفى فاروق قسنطيني رئيس الهيئة الإستشارية الوطنية المستقلة لترقية وحماية حقوق الإنسان أن باقي الإرهابيين سوف يستسلمون أو يقتلون خلال فترة تتراوح بين عام و18 شهرا على أقصى تقدير. * * وأوضح قسنطيني في مقابلة مع وكالة الأنباء العالمية "رويترز" أن اتصالاته السابقة مع الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم تشير إلى أن الروح المعنوية لباقي الإرهابيين الذين مازالوا في الجبال منخفضة بشدة، مضيفا أنه يرى أن "استسلامهم سيستغرق عاما أو 18 شهرا". * وقال قسنطيني الذي لعب لسنوات طويلة دور الوسيط بين الحكومة والإرهابيين الساعين للاستسلام في إطار المصالحة الوطنية أن 7000 إرهابي قبلوا عرض العفو منذ عام 1999 ليبقى ما لا يزيد عن 400 إرهابي ناشطين، مضيفا أن هناك "توجها ملحوظا في الوقت الحالي نحو تسريحهم، لأن روحهم المعنوية منخفضة"، وتابع أنهم يدركون جيدا أن الناس تخلوا عنهم وأنهم ما عادوا يتمتعون بالدعم الشعبي الذي استفادوا منه في البداية... وقال أنه لم يتم اطلاعه على أي مفاوضات ربما تجريها الحكومة مع زعماء التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وأضاف أنه في حال وجود أي مفاوضات معهم فإن ذلك لن يكون مفاجأ بالنسبة له، لأن طريقة التفاوض مناسبة لتسوية مثل هذه الأمور، مضيفا "ينبغي على مسؤولي الدولة أن ألا يتوقفوا أبدا عن استكشاف كل السبل الممكنة". * وقال قسنطيني أنه يجب علي المسؤولين الجزائريين التركيز على التنمية الاقتصادية، ولم يعد لهم الحق في إهدار الوقت والمال والطاقة على محاربة الإرهاب والتركيز على القضايا الأمنية. * وكان قسنطيني قد صرح في وقت سابق في حوار "للشروق" أن المصالحة الوطنية في حاجة إلى نفس جديد، بل وحتى إلى توسيعها إلى عفو شامل، وأن "درودكال" سيستفيد من العفو وكل الإرهابيين سيستفيدون، لأن العفو الشامل لن يتضمن استثناءات، وستطبق على درودكال نفس التدابير التي تطبق على البقية، غير أن هذا العفو يجب أن يخضع لشروط ويجب على كل الإرهابيين في الجبال أن يصرحوا بأنهم نادمون على ما فعلوه، وأن يطلبوا السماح من الشعب الجزائري، وأن يسلموا أنفسهم جميعا سويا وفي نفس الوقت وأن يتم استفتاء الشعب الجزائري مرة أخرى حول هذه المسألة.