أي مستقبل للكرة الجزائرية في ظل الفوضى السائدة؟ ما يعيشه الوسط الكروي من أجواء متوترة وحالة هذيان لمسؤولي القطاع يحدث في الجزائر فقط دون سواه من باقي البلدان حتى منها المتخلفة * حيث غلبت المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة، وتحولت متعة الرياضة إلى شغب وعنف وتصفية للحسابات وسط تيه تام للجمهور الرياضي الذي لم يفهم شيئا في الوضع الحالي. * و يرتقب أن تفصل الرابطة في أمر تغيير نمط المنافسة كحل مؤقت للأزمة الحالية، في محاولة للهروب من الضغط الكبير، أو ما يعرف بسياسة النعامة، في وقت يبحث كل طرف عن مصلحته الذاتية دون التفكير في تجنب مأزق سيشكل وصمة عار للكرة الجزائرية. * * حداج : "الجمعية العامة هي التي تقرر تغيير نمط المنافسة من عدمه" * كشف رئيس الاتحادية من العاصمة السينغالية داكار ان تغيير نمط المنافسة يبقى مرتبطا بما سيتخذه أعضاء الجمعية العامة. * وأوضح حداج في اتصال هاتفي من هناك "يبقى نظام المنافسة هو الشغل الشاغل في الوقت الحالي، وهدفنا الآن هو إعادة الصرامة". * وأشار حداج إلى أنه سيعقد لقاءات تشاورية مع أعضاء المكتب الفيدرالي مباشرة بعد عودته من السينغال هذا الأسبوع. * وأوضح بأنه سيتشاور مع التقنيين لبحث مسألة تغيير نمط المنافسة وطرحه على النقاش في أشغال الجمعية العامة الاستثنائية التي من المقرر أن تعقد مطلع شهر جويلية المقبل. * وأضاف بأن كل الاحتمالات تبقى واردة، وإذا تم التوصل الى اتفاق تغيير نمط المنافسة فإنه سيشرع في تطبيق ذلك بداية من الموسم المقبل 2008 / 2009 . * * الوزير جيار للشروق:"سنشكل لجنة مشتركة مع الاتحادية لاتخاذ القرار المناسب" * أما وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار فأكد في تصريح خاص للشروق بأن هيئته الوصية على قطاع الرياضة لن تتخذ أي إجراء أو أي قرار قبل التشاور مع الأطراف المعنية. * وكشف الوزير للشروق بأن التطورات الحالية ستناقش بحكمة وفق لجنة مشتركة تضم إطارات من الوزارة وأخرى من الاتحادية والوسط الرياضي تعكف على دراسة الوضع الحالي ومن خلالها اتخاذ القرار الأنسب. * * "البطولة البيضاء قرار غير مستبعد" * أما فيما إذا كانت الوصاية تفكر في اتخاذ قرار بلعب البطولة البيضاء فقال الوزير جيار بأنه يبقى أحد الاختيارات الواردة في ظل الوضع العام. * وأشار مسؤول قطاع الشباب والرياضة "هو واحد من الخيارات لكن لا يمكن اتخاذ أي قرار قبل التشاور مع كافة الأطراف المعنية". * وقال جيار "نحن في قيد الدراسة للسيناريوهات الممكنة للخروج من المأزق، وفقا للتوصيات التي خرجنا بها في موتمر 17 و18 ماي الماضي". * * "أحداث الشغب تحدث في كل العالم ولابد من البحث في الأسباب" * أما عن أحداث الشغب التي اندلعت في الآونة الأخيرة بالعاصمة ووهران قال المتحدث بأنها عادية قياسا بما يعرفه العالم من أحداث شغب في باقي الملاعب. * وأوضح بأنه لابد من معالجة الاسباب التي تقف وراء حالة الشغب بهدف النهوض بكرة القدم الجزائرية، حيث رفض استباق الاحداث وانتظار ما ستسفر عنه اللقاءات التشاورية قبل اتخاذ قرار قد يكون حاسما. * * اللجنة الأولمبية ترفض خيار البطولة البيضاء * من جهة أخرى، كشفت مصادر موثوقة جدا للشروق أن أعضاء اللجنة الاولمبية الجزائرية ترفض أي قرار عشوائي من الهيئات المعنية، خاصة تلك المتعلقة باتخاذ قرار لعب بطولة بيضاء. * واعتبرت اللجنة الاولمبية أن أي قرار يتخذ بعيدا عن الهيئات الرياضية والقوانين الدولية سيعرض الاتحادية الجزائرية للعقوبة، ويدخلها في مأزق حقيقي ويعيد للاذهان حادثة تدخل السلطات السياسية في الرياضة ابان عهدة الوزير ڤيدوم. * وقالت مصادر اللجنة الاولمبية لابد من اتخاذ كل القوانين في إطار ما تقره لوائح الاتحاد الدولي والهيئات المشرفة على الرياضة ووفقا للقوانين الجزائرية دون أن يمس ذلك بروح القوانين العامة. * * الاحتمالات الثلاثة في حال تغيير نمط البطولة * و طرحت الاتحادية ثلاثة احتمالات لتغيير نمط المنافسة، بين بطولة بيضاء لا طعم ولا لون ولا رائحة لها، وبين بطولة مشكلة من 20 فريقا مع إلغاء النزول في الدرجة الأولى وصعود الأربعة الأوائل، او اقتراح آخر يقضي بلعب بطولة من فوجين مشكلة من 12 فريقا في كل مجموعة. أما إذا لم يتم الموافقة على تغيير نمط المنافسة فإن الوضع سيبقى على حاله بسقوط أندية وهران، العناصر، وتلمسان وصعود العلمة ومولودية باتنة. وتبقى التأشيرة الثالثة منحصرة بين القبة والحراش وفقا لقرارات الرابطة أو أصحاب النفوذ. * * الاحتمال الأول: بطولة بيضاء * وهو قرار يقضي بجعل البطولة لا يعتد بها، أي الفائز بها لا يعتبر بطلا كما لا يمكنه المشاركة في المنافسات الدولية مع إلغاء صيغتي الهبوط والنزول، مايعني ان المنافسة ستفقد نكهتها. * وبحسب القوانين المعمول بها فإن صيغة البطولة البيضاء ستدخل الاتحادية في حل وربط مع الاتحاد الدولي (فيفا)، وقد يدفعه بتسليط العقوبة على كل النشاطات الرياضية بما فيها المنتخب الجزائري المشارك في التصفيات الافريقية والمونديالية، لذا يعتبر هذا القرار غريبا ولا يمكن تطبيقه او رضوخ لمطالب المناديين بهذه الصيغة. * * الاحتمال الثاني: بطولة من 20 فريقا * أما المقترح الثاني والذي يبدو أقرب للتطبيق هو إعلان بطولة من 20 فريقا، وذلك بإلغاء النزول من القسم الاول الى الثاني، وصعود أربع فرق من الدرجة الثانية، فبالاضافة الى العلمة ومولودية باتنة، يتم ترقية الحراش والقبة وبالتالي تفادي مأزق كبير، لكن لهذا القرار كثير من المآخذ، منها ان فريق شباب باتنة سيطالب بدوره في الصعود بتطبيق القانون على القبة وخصم ست نقاط من رصيده فيحل هو رابعا. أما الامر الثاني هو قرار الاتحاد الدولي (فيفا) للاتحادات المحلية بتخفيض عدد أندية الاقسام الممتازة الى 18 فريقا او أقل من ذلك وذلك لتخفيف الاعباء على اللاعبين، ويبقى هذا القرار محل جدل في أروقة الاتحاد الدولي بسويسرا حيث رفضت كل من ايطاليا، انجلترا، واسبانيا..هذا المقترح. * * الاحتمال الثالث: بطولة القسم الأول بمجموعتين * اما المقترح الثالث وهو جعل القسم الاول من مجموعتين، وذلك تكرارا لسيناريو موسم 97 / 98 التي فازت بلقبه اتحاد الحراش والموسم الموالي الذي فاز به فريق مولودية الجزائر، وذلك بتشكيل قسم أول من 24 ناديا، ويضم الفرق الستة عشر الحالية بإلغاء النزول، يضاف اليها 8 فرق من الدرجة الثانية ويتم تقسيمها على مجموعتين، ويتم الفصل بين الرائدين في مباراة السد ليحصل على اللقب، بينما تحدد مباريات المركز الثالث والرابع في مباراة فاصلة بين صاحبي المرتبتين الثانية في كل مجموعة.