يحضّر المهاجرون الجزائريون المقيمون في إيطاليا للخروج للإحتفال مباشرة بعد الصافرة النهائية للمباراة، التي ستجمع منتخبنا الوطني بنظيره المصري اليوم لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. * * ويتملك الجزائريون أملا كبيرا في تأهل الخضر إلى كأس العالم التي ستجرى في جنوب إفريقيا، سيما وأن الخضر أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الهدف الذي ينشده الجزائريون في كل مكان. * * العلم الوطني وأقمصة الخضر مطلوبة بقوّة * وما شهدناه منذ وصولنا إلى إيطاليا، سواء في العاصمة روما، أو بمدينة فلورانس التي تربص فيها الخضر، أو حتى في ميلانو أن العلم الوطني إضافة إلى أقمصة الخضر، أصبحت مطلوبة بشدة، وهذا لأنها تمكن مهاجرين من التعبير عن هويتهم من خلال الخروج إلى الشوارع من أجل الإحتفال. * وبما أن بعضهم يملك العديد منها على اعتبار تمكنهم من جلبها من الجزائر، إلا أن الذين لم تتح لهم الفرصة لزيارة وطنهم في الفترة الأخيرة، صاروا يلحون على الحصول على كل ما يرمز للجزائر نظرا لتعلقهم بها، ورغبتهم الشديدة في تأهل الخضر للمونديال الجنوب إفريقي. * * السفارة تعد بإقامة الأفراح في حالة التأهل * وأكد بعض من التقتهم الشروق في مدينة ميلانو، أن سفارة الجزائر في هذه المدينة وعدت بإقامة الإحتفالات والأفراح إذا تمكنت كتيبة المدرب الوطني رابح سعدان من العودة إلى الديار بتأشيرة التأهل للمونديال. * وأشار محدثونا إلى رغبة المسؤولين على مستوى سفارة الجزائر في ميلانو في أخذ المبادرة بتنظيم الإحتفالات، وهذا من أجل تفادي خروج الأنصار للإحتفال بطريقة غير منظمة، ما قد يسبّب لهم بعض المشاكل مع السلطات الإيطالية. * وبالرغم من هذا، فهناك من يؤكد أنه لن يتردّد في الخروج إلى الشارع للتعبير عن فرحته، سيما وأن الأمر يتعلق بكرة القدم، وبتأهل منتظر بكأس العالم، والذي طال انتظاره من طرف جميع الجزائريين. * * شاشات عملاقة في ميلانو * ومن أجل التمكن من متابعة المباراة سويا، حرص بعض الجزائريين المالكين لمقاهي هنا في ميلانو على اقتناء شاشات عملاقة وبرمجتها على توقيت المباراة التي ينتظرها الجميع. * ومما لاشك فيه، هو أن هذه الأماكن، ستكون مملوءة عن آخرها وقت المباراة، حيث أنه وبالرغم من تمكن الجزائريين هنا من التقاط القناة الوطنية في التلفاز، إلا أن متابعة المواجهة مع بعض، له طعم آخر بالنسبة للجميع وهو ما يشير إلى أن الأجواء ستكون مميزة عشية اليوم. * * نابولي ومدن أخرى في المقدمة * ليست مدينة ميلانو، هي الوحيدة التي تشهد هذه الأجواء، حيث توجد أماكن أخرى تتميّز بوجود أعداد كبيرة من المهاجرين الجزائريين وتتقدمها مدينة نابولي التي أشارت مصادرنا أنها هي الأخرى تعرف حالة طوارئ لم يسبق لها مثيل. * فالجزائريون المقيمون في عدّة مدن، يحرصون على تسجيل وقوفهم وراء الخضر، من خلال التعبير عن فرحتهم بالتأهل بالطريقة الجزائرية ما يخلق أجواء لم يسبق لها مثيل. * * وسائل الإعلام الايطالية تدعو معاقبة المتعصبين * أجمعت وسائل الإعلام الإيطالية أمس عشية الأول على إدانة الاعتداءات التي تعرض لها لاعبو منتخبنا الوطني بعد وصولهم إلى العاصمة المصرية القاهرة تحسبا لمواجهة المنتخب المصري اليوم. * ووصف الإعلاميون الايطاليون ما تعرض له رفقاء رفيق حليش لاعب ناسيونال ماديرا بالاعتداءات البربرية التي لا تربطها أي علاقة بعالم كرة القدم، سيما وأن الرياضة تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم. * لاغازيتا ديلوسبورت: "لا مكان مكان للمتعصبين في كرة القدم"، وكانت جريدة لاغازيتاديلو سبور الرياضية الواسعة الانتشار في إيطاليا وأوروبا من بين أول وسائل الإعلام التي تحدثت بإسهاب لما تعرض له الخضر في مصر، حيث أكدت أن ذلك لا يربطه أي علاقة مع كرة القدم، وأن الأنصار المتعصبين لا مكان لهم في هذه الرياضة. * وأكد معدو التقرير أن مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تمر دون أن يتعرض أصحابها والمتسببون فيها لعقوبات صارمة، من أجل قطع الطريق على جميع من تسول له نفسه القيام بأعمال مماثلة في المستقبل، وبالرغم من تأكيده على أن الضغط الكبير قبل الموعد المنتظر عادي، إلا أن كاتب التقرير حرص على إدانة الاعتداء، حيث أن تشجيع أي منتخب لا يمكن أن يكون بالاعتداء على الخصم، بل بالاحترام المتبادل مهما كانت نتيجة المباراة. * * كور يسيري ديلسبورتك "لابد من معاقبة المتسببين" * وأدانت جريدة كوريسيري ديلو سبورت هي الأخرى ما حدث أمس الأول مؤكدة أن ذلك لن يخدم أي منتخب نظرا للقوانين الصارمة التي لابد أن تطبق في مثل هذه المواقف. ودعا الصحفي الايطالي الذي كتب المقال إلى ضرورة تفادي ما يمكن أن يؤثر على السير الحسن لمباراة اليوم، نظرا لأن ذلك قد يجر متاعب على البلد المضيف أكثر من الزوار. * ونقلت الجريدة المذكورة الأحداث دقيقة بدقيقة وذكرت أسماء اللاعبين المصابين وهو ما خلق نوعا من الاستياء في صفوف الايطاليين الذين ردوا على هذا الموضوع بقوة وأدانوا هذه الأعمال التي تعددت أوصافهم لها. * * "دعوة لمسؤولي لازيو للتدخل" * ووجهت جريدة "لاريبري ديلوسبورت" رسالة واضحة لمسؤولي نادي لازيو الذي يلعب له مراد مغني للتدخل في أقرب الأوقات. * وأكد كاتب المقال أن مسؤولي لازيو مطالبون بالتدخل بغض النظر عن رد فعل الاتحادية الجزائرية، وهذا من أجل حماية لاعبيها من أي مكروه قد يصيبه جراء مشاركته في مباراة اليوم. * جريدة "الريبو بليكا": ما جرى قد يتسبب في حرب دبلوماسية كما لم تفوت جريدة الريبوبليكا وهي الجريدة الأولى مع إيطاليا الفرصة لإدانة ما حدث للخضر بعد وصولهم إلى مصر. * وأشارت هذه الجريدة إلى أن مباراة في كرة القدم لا يمكن أن تتحول إلى ما وصلت إليه الأمور، مشيرا إلى أن المعتدين المصريين تجاوزوا الحدود باعتراضهم لحافلة الخضر، وهو حدث لم يسبق وأن عرفته مباريات التصفيات حتى ولو تعلق الأمر بأعرق المنتخبات. * ودعت الريبوبليك هي الأخرى لمعاقبة الروابط الخاصة بالانصار المتعصبين بهذه الأحداث، حتى لا تكون لها عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين وتشجيعهما، سيما وأنها من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه لحرب دبلوماسية غير محمودة العواقب مستقبلا.