قاد رابح سعدان شيخ المدربين الجزائر كتيبته إلى ثالث مونديال في تاريخ الكرة الجزائرية وفي مسيرته الكروية هو الآخر. * * وتمكن سعدان من كسب الرهان، وإسكات أفواه المشككين والمنتقدين، بعد مسيرة كبيرة في التصفيات قاد خلالها الخضر إلى تحقيق نتائج لم يكن العديد من المتتبعين يتوقعها، ما عزز من مكانته بين المناصرين الجزائريين الذين تأكدوا أنه المدرب الأنسب لقيادة سفينة الخضر. * * مدرب من قلب الأوراس الشامخ * * ولد رابح سعدان في 3 ماي 1976 في مدينة باتنة شرق البلاد وبالضبط في قلب الأوراس الشامخ، ترعرع هناك قبل أن يتنقل إلى مدينة قسنطينة حيث واصل دراسته في ثانوية رضا حوحو التي حاز بها على شهادة البكالوريا، قبل أن يقرر مواصلة دراسته في نفس المدينة التي عرفت حصوله على شهادة الدكتوراه. * * زاول دراسته في قسنطينة * * بعد نهاية فترة إقامته في قسنطينة، تنقل سعدان إلى العاصمة سنة 1968 لمتابعة دراسته العليا في التربية البدنية، بعد عام من وصوله للعاصمة أمضى مع شبيبة الأبيار كوسط ميدان ثم كمدافع حر حيث تألق بحسن تمركزه وتوجيهاته لرفقائه، وكنتيجة منطقية لتألقه هذا استدعى رابح للفريق الوطني للمشاركة في دورة ودية دولية في الإتحاد السوفياتي سابقا. * * لعب كرة القدم قبل التدريب * * في 1972 وبعد تحصله على ديبلوم أستاد في الرياضة البدنية، استدعى سعدان إلى الخدمة الوطنية وفي نفس الوقت أمضى لاتحاد البليدة حيث أصبح سريعا قائدا للفريق. * * شارك في تأهل الخضر لمونديال 82 * * وكان سعدان رفقة الطاقم الفني الذي قاد منتخبنا الوطني إلى كأس العالم 1982 وتمكن آنذاك من قيادة عدد من اللاعبين الكبار على غرار رابح ماجر ولخضر بلومي للتأهل لأول مرة لكأس العالم. وكان حاضرا في 86 كذلك. * وتولى سعدان تدريب منتخب الجزائر من 1981 إلى غاية 1986، وهو ما جعله يشارك في كأس العالم لمرتين متتاليتين رفقة الخضر، حيث انه وبالرغم من المستوى الذي ظهر به منتخبنا الوطني في مونديال مكسيكو 1986 بسبب بعض المشاكل التي حصلت آنذاك، إلا أن سعدان كان دائما متمسكا بمبادئه المعروف بها. * * ألقاب عديدة مع الأندية * * تحصل الناخب الوطني الحالي على عدة ألقاب مع مختلف الأندية التي أشرف على تدريبها، حيث فاز بكأس إفريقيا للأبطال سنة 1989 رفقة الرجاء البيضاوي المغربي وأمام نادي مولودية وهران، والذي جعل المغاربة يعترفون له باحترافيته الكبيرة وحنكته. * كما فاز سعدان برابطة أبطال العرب رفقة وفاق سطيف التي دربها سنة 2007 ، وهذا بعد أن قام بعمل كبير على التشكيلة السطايفية مكنها من التنافس على جميع المنافسات الرسمية التي لعبتها من بطولة وكأس وطنيتين على رابطة أبطال العرب. * * اليمن اعترفت بإمكانياته * * أشرف مدرب منتخبنا الوطني على تدريب منتخبات أخرى عدا الخضر، حيث درب منتخب اليمن سنة 2007 ، والذي عرض عليه العودة في وقت سابق وهو اعتراف صريح للعمل الكبير الذي قام به هناك، لكنه فضل البقاء لمواصلة مشوار التصفيات رفقة الخضر. * * رفع التحدي في تونس 2004 * * وتمكن ذات المدرب من رفع التحدي خلال كأس إفريقيا 2004 التي جرت في تونس، لما تمكن من بلوغ الدور ربع النهائي وانهزم بشرف كبير أمام منتخب المغرب الذي انهزم بدوره أمام البلد المضيف تونس في النهائي. * فقد فازت كتيبة سعدان آنذاك أمام منتخب مصر في مباراة كبيرة عرفت تسجيل هدف تاريخي من طرف حسين آشيو، وهو الهدف الذي مكن الخضر من تحقيق الفوز الذي مكنه بعد ذلك من المرور إلى الدور الثاني قبل الانهزام أمام منتخب المغرب رغم أن الخضر كانوا متفوقين في النتيجة. * * شكل فريقا شابا أهل به الجزائر للمونديال * * ولا يختلف اثنان على أن العمل الكبير الذي قام به سعدان في 2004 جعلت الجزائر تربح منتخبا قويا مشكل من لاعبين محترفين وشبان قادرين على اللعب أمام أي منتخب على غرار المباريات الكبيرة التي لعبوها أمام كل من البرازيل، الأرجنتين أو حتى الأوروغواي. * وجاء سجل سعدان مع الخضر في التصفيات المزدوجة هذه المرة إيجابيا حيث أنه فاز بثماني مباريات، تعادل في اثنتين وانهزم في ثلاث فقط.