الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فتح السفير الجزائري السابق في فرنسا محمد غوالمي النار على المستشار الثقافي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جورج مارك بن حمو بخصوص اتهامه لعناصر جيش وجبهة التحرير بارتكاب مجازر في حق الحركى المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي غداة الاستقلال * ووصف السفير غوالمي "بالكذبة الكبيرة" حديث المستشار الثقافي لساركوزي حول ما يسميه المجازر التي ذهب، حسبه، ضحيتها 150 ألف حركي غداة الاستقلال. وقال غوالمي "عدد الحركى الإجمالي لم يصل في أي فترة من عمر حرب التحرير هذا الرقم". وقال إن "التركيز الدعائي الممنهج"، في الحديث عن "المجازر المزعومة" في حق الحركى يندرج ضمن عملية كبيرة انخرطت فيها عديد من الأطراف الفرنسية، في عدة مؤسسات وجهات سياسية وثقافية لنزع طابع حرب التحرير عن الثورة وتصنيفها في خانة الحروب الأهلية الداخلية، وهي بدورها جزء من إرادة ظاهرة لتزييف التاريخ وتمجيد الجرائم الاستعمارية ضمن تحركات اخرى، منها تنظيم الاستقبالات والتكريمات الرسمية على أعلى مستوى للحركى وجلادي الجيش الاستعماري وسن التشريعات التي تهدف إلى قلب الحقائق. * وأضاف هذا لا يخص التاريخ وحده، بل الحاضر أيضا، وأعطى دليلا على ذلك "عندما يبرز شخص أو عمل إيجابي يسمونه مغاربيا ولا يذكرون أصله الجزائري، إلا عندما يكون سلبيا". وأضاف "أنا شخصيا كسفير التقيت عديدا من أبناء الحركى جاءوا يطلبون الاعتذار من الجزائر حول الخيانة التي اقترفها آباؤهم في حق بلدهم وأهلهم". * وجاء حديث السفير السابق ضمن أشغال الملتقى الوطني حول الجالية الجزائرية بالخارج التي نظمته أمس، اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، وعرف حضورا مكثفا لكبار المسؤولين الحكوميين في الدولة يتقدمهم بلخادم وعدد كبير من وزرائه، إضافة إلى كبار مسؤولي المؤسسة البرلمانية، وتكلم السفير غوالمي بلهجة حادة في مداخلة له حول رهانات علاقة الجزائر بأبنائه المهاجرين في فرنسا، وقال إنه أصبح الآن واضحا للعيان أن الجالية الجزائرية التي تتصدر من حيث العدد والوزن الاجتماعي الجاليات العربية في فرنسا، أصبحت رهانا هاما في أجندة السياسة الخارجية لبعض القوى الكبرى، لتوظيفها في كثير من الأزمات والصراعات القائمة في المنطقة، وضمن هذا التوظيف يدرج السفير ما أسماه محاولات حثيثة تغذيها بعض الأوساط الإعلامية والسياسية لاتهام مسلمين فرنسيين من أصول مغاربية بمعاداة السامية واليهود، وذلك تغذيه رهانات وصراعات سياسية داخلية وخارجية بالنسبة لفرنسا. * وأضاف السفير أنه حتى وإن كان وضعه الدبلوماسي، حاليا، مستشار وزير الخارجية "يملي عليه واجب التحفظ وبذلك لا يستطيع أن يذهب بعيدا في ذكر حقائق أخرى"، إلا أنه أسرد عددا من الشواهد، ويحكي قصة حدثت غداة الزلزال الذي ضرب بومرداس والجزائر العاصمة سنة 2003 واضطره للتدخل شخصيا للاحتجاج على ما أسماه مغالطات مقصودة للإعلام الفرنسي، وقال انه استمع لتقرير إخباري لصحفي معروف على قناة فرنسية يقول ان الزلزال الذي ضرب اليابان بعد بومرداس بأيام لم يخلف أي ضحية، وأن ذلك دليل على ان المشكلة ليست في الكارثة، بل في الحكومة الجزائرية التي لا تأخذ احتياطاتها، "متجاهلا أن مركز الهزة في اليابان حدد على بعد 900 كلم من التجمعات السكنية، وليس في عمقها كما هو الشأن للجزائر"! *