صورة من ا لأرشيف بعد سبع سنوات قضاها في المحتجز الشهير بغوانتانامو، أطلق نهاية الأسبوع الماضي سراح السجين الجزائري صابر لحمر، الذي نال براءته واختار التوجه إلى فرنسا كمحطة أولى قبل العودة إلى الجزائر بعد أن يحتضن ابنه معاذ من زوجته السعودية، وابنته سارة من زوجته البوسنية »آمنة« .. * واتصل صابر من مدينة بوردو الفرنسية، حيث تم تحويله من طرف السلطات الفرنسية بعد أن نزل بمطار شارل ديغول بباريس وخضع لفحوصات طبية معمقة استغرقت ثلاثة أيام بالمستشفى العسكري الفرنسي، حيث مرّ على أطباء في جميع الاختصاصات من طب داخلي وجراحة أسنان وأمراض صدرية، ليتم نقله صباح الجمعة إلى مدينة بوردوالفرنسية، حيث يقطن حاليا في شقة في وسط المدينة، وستصله زوجته البوسنية وابنيه خلال الأسبوع القادم .. ووعد صابر أشقاءه القاطنين بقسنطينة بأنه حال ما ينتهي من تجهيز وثائقه سيعود إلى بلده الجزائر .. ويعتبر صابر من معتقلي غوانتاتنامو الستة المقبوض عليهم في البوسنة على خلفية تهمة محاولة تفجير السفارة الأمريكية في البوسنة بعد أحداث الحادي عشرة من سبتمبر إذ قام البوليس البوسني باعتقال العشرات من الأجانب ومن بينهم ستة شباب جزائريين ارتبطوا بنساء من البوسنة، ورغم تبرئتهم من التهم المنسوبة إليهم من القضاء البوسني إلا أن المسؤولين في ذلك البلد قدموا الجزائريين »هدية« للأمريكان الذين ملؤوا بهم معتقل العار بغوانتانامو.. وكان صابر لحمر البالغ من العمر 41 سنة قد درس في الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة مسقط رأسه وحاول الانتساب لكلية القرآن الكريم بمكةالمكرمة، وبعد أن طال انتظاره إلتحق بإيطاليا، حيث عاش في روما فامتهن جني الفواكه، ثم العمل في محطة بنزين مافتئ أن سلمت له إدارة هذه المحطة.. وبعد أربعة أشهر في هذا العمل وصلته مكالمة من قسنطينة من والده الذي بشّره بقبوله في معهد القرآن الكريم بمكة فاعتذر لصاحب المحطة البنزينية في إيطاليا، وعاد إلى الجزائر ومنها طار إلى مكةالمكرمة، حيث وعد والديه بأن ينقلهما لرحلة الحج التي حلما بها، وفعلا تمكن من تحقيق حلم والدته ثم انتقل إلى دبي للتدريس في الشريعة ومنها اختار هو وبعض الشباب من الخليج العربي العمل في البوسنة، حيث تزوج وأنجب، إلى أن أعلنت السفارة الأمريكية في البوسنة حالة الطوارئ بسبب حكاية محاولة تفجيرها وكان من الضروري إلصاق التهمة بالعرب وبالمسلمين .. وغابت نهائيا أخبار صابر عن أهله حيث توفت والدته ووالده دون أن يعلم ولم تكن تصله سوى القليل من الرسائل من غوانتانامو إلى غاية عهد أوبامو، حيث تمكن من مكالمة أهله لأول مرة قبل إطلاق سراحه من دون أي تهمة.