أثار الموضوع الذي تطرقت فيه الشروق اليومي في عدد نهار أمس، لقضية الإحتجاجات التي أعلنها المعتقلون في غوانتنامو، على خلفية عملية تعذيب تعرّض لها السجين الجزائري عبد الرحمان، أثار حفيظة أهل المعتقلين الجزائريين في غوانتنامو وراحوا يربطون عملية التعذيب بانقطاع أخبار الجزائريين منذ زمن بعيد. ففي اتصال أجرته الشروق اليومي مع عائلة صابر لحمر، المعتقل حاليا في غوانتنامو تمّ تأكيد خبر انقطاع أخبار صابر حتى أن آخر رسالة بعثها أهله منذ 3 أشهر، عادت بعد أن وصلت إلى أمريكا، مما يعني أن السلطات الأمريكية رفضت توصيل الرسالة إلى صابر لحمر وحتى زوجته المتواجدة في البوسنة لم تعد تتصل إطلاقا بعائلة زوجها لأسباب أدخلت الشك في قلوب أهل لحمر الذي لم يزر مدينة قسنطينة منذ 11 سنة عندما انتقل إلى إيطاليا للعمل ومنها إلى السعودية للدراسة، ثم البوسنة التي تزوج فيها، وله إبنين هما معاذ "7 سنوات وسارة "5 سنوات".. وكانت آخر رسالة تصل من لحمر صابر إلى أهله من معتقله بغوانتنامو مؤرخة في 20 جانفي من عام 2006 وطالت هاته الرسالة عملية بتر الكلمات التي تحدّد المكان والزمان والأسماء فبقيت جافة. وحسب شقيق صابر، فإن الأهل أصبحوا في حيرة حقيقية، خاصة أن أهالي المعتقلين الجزائريين لا يجدون أية هيئة محلية يطرقون أبوابها وتبقى المعلومات الواردة إلى زوجته في البوسنة هي مصدر الأخبار الوحيد. وكان صابر لحمر في آخر رسائله القادمة من غوانتنامو، قد تساءل عن سر وصول الرسائل والصور من زوجته بالبوسنة وعدم وصول أية رسالة من الجزائر بالرغم من أن الأهل يؤكدون بأنهم بعثوا العشرات من الرسائل التي لم يصل أي منها إلى صابر لحمر. وهي ذات الملاحظة مع بقية المعتقلين، مما جعل الأهل يخشون على أبنائهم بالرغم من التطمينات التي قدمها السفير الأمريكي في حواره مع الشروق اليومي، والخوف أصبح الآن مضاعفا، أوله من حالات التعذيب وثانيه من مخلفات هذا التعذيب على نفسية المعتقلين، كما حدث في حالة عبد الرحمان الذي يكون قد أصيب بعاهة عصبية بسبب ما تعرض له من تعذيب نفسي من طرف الجنود الأمريكيين والطاقم الطبي، وجاء تصريح أحد أطباء غوانتنامو الذي قال بأن المسجونين هم أعداء وإرهابيون ليزيد من مخاوف الأهل الذين فهموا بأن وضعية أبنائهم معقدة جدا ولا تمنحهم ولو قطرة تفاؤل. والمؤسف أن مركز الحقوق الدستورية بنيويورك قد ندّد بالحادثة التي تعرض لها المعتقل الجزائري، بينما يُضرب صمت مطبق عندنا وعند جمهورية البوسنة التي قامت بتسليم ستة جزائريين مقيمين على أراضيها بالرغم من أن القضاء البوسني نفسه منحهم البراءة من تهمة محاولة تفجير السفارة الأمريكية في البوسنة. وفي أول ردّ وربما "الوحيد" في الجزائر اعتبر الأستاذ بوجمعة غشير، رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان التعذيب "عادي جدا" في معتقل غوانتنامو، لكن الجديد في قضية "عبد الرحمان" لما قال للشروق اليومي أنهم لم يوفروا له مترجما أثناء استجوابه لأجل أن يوصل أفكاره. ومع ذلك، أبدى الأستاذ غشير تفاؤله، لأن القضاء الأمريكي اعترف مؤخرا بأن المعتقل ليس كوبيا وإنما أمريكيا، وأصبحت السياسة الأمريكية تنادي بغلقه وهذا بفعل مجهودات المنظمات الحقوقية العالمية بما فيها الجزائرية. ناصر