النقيب المصري يزعم أن محامين جزائريين يتربصون به للاعتداء عليه رئيس الاتحاد يأمر بمنع محامين جزائريين من دخول القاعة لإضعاف موقفهم تقرّر في ساعة متأخرة من ليلة اول امس، تشكيل لجنة للتحقيق في جريمة حرق العلم الجزائري من طرف محامين مصريين، كما اعلن المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، المجتمع في دورته العادية بدمشق، "رفضه الدائم للتنكيل بأيّ علم عربي في ايّ بلد كان"، ويُرتقب ان تقدم هذه اللجنة التي تشارك فيها الجزائر ومصر بمحامين، نتائج عملها في مدة شهر، فيما سجلت مصر تحفظا بشأن لجنة التحقيق، وبالمقابل سجلت الجزائر تحفظا بشأن عدم الإدانة الصريحة لمصر. * * هذا القرار جاء بعد "انتفاضة" قانونية قادها المحامون الجزائريون المشاركون في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بسوريا، حيث كان الجانب المصري يرفض ويخطط لإجهاض ايّ محاولة جزائرية من هذا الشكل، واستغل المصريون رئاسة الاتحاد من طرف نقيبهم، للتخطيط والتآمر وقطع الطريق على إدراج ايّ اشارة لجريمة حرق العلم الجزائري من طرف محامين مصريين ضمن بنود البيان الختامي لاجتماع دمشق. * وحضرت "الشروق" عملية تسلل للمصريين من اجل التوجه نحو قاعة صياغة البيان الختامي حتى يتم تخييط بيان على المقاس بعيدا عن المشاركة الجزائرية ضمن اللجنة، غير ان الوفد الجزائري تفطن للمكيدة، ولاحق المصريين الى القاعة، حيث دا ر نقاش ساخن تحول الى ملاسنات حادة، عندما رفض المصريون إدانة او إدراج حرق العلم الجزائري ضمن نقاط البيان الختامي، قبل ان يتم اضافتها استجابة للضغط الجزائري وتدخل بعض نقباء المحامين العرب مثل الأردن وتونس. * وبالقاعة، تم الاتفاق على إدراج هذه النقطة وصياغتها ضمن البيان، غير ان نقيب المحامين المصريين بصفته رئيس الاتحاد، احدث مفاجأة وقحة بلجوئه الى إسقاط الاتفاق، وهو ما كشف مؤامرة مصرية جديدة، اثارت ثائرة نقباء المحامين الجزائريين الذين هددوا بالانسحاب النهائي من اتحاد المحامين العرب وواجهوا النقيب المصري بكلمات قانونية قاسية، جعلته يرتبك ويختلط عليه الأبيض والأسود. * وفيما منع محامون جزائريون من دخول قاعة الاجتماعات، بحجة "تجنب الفوضى والاحتجاج" ولأسباب ودواعي قيل أنها "أمنية وتنظيمية"، كان النقيب عبد المجيد سيليني، يقصف بالثقيل داخل القاعة، حيث قال: "إسقاط الإدانة يعني ان العلم الجزائري اغتيل في القاهرة ودفن في دمشق"، مضيفا "نرفض قبر هذه الجريمة المصرية في سوريا"، منددا بتواطؤ بعض العرب وداعيا الجانب المصري الى تحمل مسؤولياته. * في نفس السياق، اكد النقيب محمد عثماني ان لجنة الصياغة اتفقت على إدراج الإدانة في البيان الختامي، لكن في الجلسة الرسمية تم خيانة الاتفاق، مضيفا "وهذا يؤكد ان الاتحاد اصبح ملكية خاصة لشخص واحد". * كما اتهم النقيب ساعي، بصفته مندوب رئيس اتحاد المحامين الجزائريين، المصريين بالتسلل بطريقة سرية وتغييب الجزائريين عن لجنة الصياغة، وذلك من اجل اسقاط جريمة حرق العلم الجزائري. * وهاجم النقيب محمد عبلاوي المصريين بعد اسقاطهم بند الإدانة، مشيرا الى ان الشعب الجزائري ينتظر الملموس و"نحن نرفض حرق العلم ونطالب بالإدانة والعقاب"، مضيفا: "اليوم تم حرق العلم الجزائري في مصر وغدا يتم حرق علم بلد آخر". * المشاحنات والشحن الذي كان داخل القاعة بين النقباء الجزائريين والمصريين في الجلسة المغلقة، كان تزامنا مع حركة احتجاجية سلمية قادها محامون جزائريون خارج صالة المؤتمرات، بعد صدور تعليمات مفاجئة تمنعهم من الدخول، وهو ما استنكروه واعتبروه تعاملا غير لائق ولا اخلاقي مع رجال قانون، وتنفيذا لأوامر اطلقها نقيب المحامين المصريين باعتباره رئيس المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب. * * لكم اتحادكم ولنا جزائرنا * التكهرب الذي لغّم الجلسة الختامية، قابله غليان وراء الأبواب، وكان المحامون يحتجون ويطالبون بالانسحاب النهائي من "اتحاد العار"، ويرددون: "لكم اتحادكم ولنا جزائرنا"، "لسنا بحاجة الى اتحاد يقبر القضايا العادلة"، "بئس اتحاد عربي تحت خدمة وتصرف وولاء وأرجل مصر فقط"، "لن نتنازل عن إهانة رموزنا وحرق علم الشهداء"، "ماذا قدم لنا هذا الاتحاد". * اجواء مشحونة وتصعيد غير متوقع انتجه الاستفزاز والابتزاز المصري، وقد وصلت الوقاحة والنذالة بنقيب المحامين المصريين، ان يزعم بأنه ""وصله خبر غير سار يفيد بأن محامين جزائريين يتربصون به خارج القاعة للاعتداء عليه فور المغادرة"(...)، وهي المسخرة التي رد عليها نقباء الجزائر بقولهم: "هذه تمثيلية مصرية جديدة.. احشم"، فيما انتفض نقباء معظم الدول العربية في وجه النقيب المصري وطالبوه بعدم السقوط في لعب الأطفال. * وبالتوازي مع هذه الفضيحة المصرية، في جلسة كان مقررا ان تسدل ستارها على الساعة الثامنة ليلا، لكن الضغط الجزائري مددها الى غاية منتصف الليل والنصف، كان المحامون الممنوعون من ولوج القاعة وقد فارت اعصابهم، يرددون: "شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب"، وفي هذه الأثناء، تقرر داخل القاعة تشكيل لجنة عاجلة للفصل في قضية حرق العلم الجزائري وإصدار بيان حولها، بعد ما حاول المصريون اختزال كل التجاوزات والحماقات والجرائم في "ماتش كورة"، وهو ما أثار غضب الجزائريين فردوا: "نحن لا نتكلم على الماتش، الجزائر تأهلت للمونديال وخلاص، نحن نتكلم عن حرق العلم الجزائري من طرف محامين واهانة رموز الجزائر".