بعد أيام سيحل علينا العام الجديد 2010 وبعد مفاجآت ومفاجعات 2009 الصورة العامة للسنة الماضية دالة على إيجابيات ولكن لا يجب أن تخفي العديد من السلبيات على المستوى الوطني أو الدولي، فأكبر مفاجأة هو انتصار الفريق الوطني الذي استطاع أن يؤلف اللحمة الوطنية من أقصاها إلى أقصاها.. بعيداً عن كل إيديولوجية فلأول مرة تشعر بالجدار الوطني من القمة للقاعدة، فهل تكون سنة 2010 سنة استثمار هذا الكم والشحنة الوطنية.. أم كالعادة يُساء استغلالها واستعمالها؟ خلال سنة 2009 أغلب مؤسساتنا أصابها حديث أهل الكهف، تحسبهم أيقاظا وهم رقود، فأغلب نشاطها كان نشاطا يقترب من الفولكلور أكثر من اقترابه للتطلعات وآمال الشعوب، فلا تخرج عن التوصيات، أو الأيادي الدراسية، أو غرف الفنادق... فالمندبة كبيرة والبيت فقر... فرغم وجود العديد من الأحداث الوطنية والدولية تستحق الوقفات إلا أن عملية الاستعجال حسب المؤشرات ستبقى قائمة خلال سنة 2010، في ظل برلمان لا يعرف إلا رفع الأيدي، وأحزاب لا تتحرك إلا بالريموت كونترول، ومجتمع مدني داخل في العصور الجليدية...؟ بعد أيام ستنقضي سنة 2009 فهل نخرج منها دائنين أو مدينين لها على مستوى القيم، والحفاظ على التماسك الوطني والنسيج الإجتماعي، للإجابة، إن الإضرابات والاحتجاجات وسوء التخطيط والفساد والرشوة وغيرها من الآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع الجزائري دلالة قوية على أن 2009 كانت غير مباركة في بعض النواحي والتي قد يمكن العمل فيها الكثير. عام 2010 قد يحمل معه العديد من المحطات الرياضية أو الثقافية وحتى السياسية، فهل تكون على شاكلة حليمة وعادتها القديمة أم تحمل الجديد؟ فإن أردنا من جديد فيجب أن نمتلك الشجاعة ونتحصن بالهمة ولنوضح الرؤية والطريق، أولها حسب قناعتي تبدأ بإعادة هيكلة الحياة السياسية بمرض السنافير والأحزاب المجهرية، الشجاعة في إجراء تنظيم للبيت السياسي سواء بانتخابات أو من خلال إعطاء نفس جديد ودم للحكومة وإخراجها من الروتين، وأهم شيء محاولة ضبط نواميس الكلام حتى تكون في نفس الزاوية والحركة فنبتعد عن سياسات التبلعيط والديماغوجية والوعود المعسلة ولتكن لنا الشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها... من بين أهم إنجازات 2009 كرة القدم أو الفريق الوطني، الذي أيقظ شعلة الوطنية وقداسة الراية والذي فشل فيه العديد منذ سنين رغم المليارات التي صرفت فيه وقد يكون سر الإنجاز ليس للمليارات بقدر ما يكون للإخلاص والتفاني، فلنبقِ على هذه اليقظة والشعلة قائمة بعيداً عن كل استغلال سياسي لها، فالجزائر والجزائر أولاً وأخيراً. فنتمنى أن لا تقتصر هذه النهضة على »الكرعين« فقط، بل نتمناها أن تمتد لباقي المجالات الأخرى وباقي مناحي الحياة. أما على المستوى الدولي فرغم مجيء أوباما للسلطة فلم يتغير من السياسة الأمريكية سوى الديكور دون المضمون، ومن المفارقات أنه قبل يومين من استلام جائزة نوبل وقع على مرسوم في زيادة تعداد الجيوش الأمريكية في أفغانستان فأين التغير وأين السلام؟ فلا تنسينا غمرة أفراحنا بالسنة الجديدة أن ثلث الشعب في غزة مرابط متخدق محاصر في الصفوف الأولى، شهد أكبر الأسلحة المدمرة الفوسفورية، وأمام عجز المجتمع الدولي، وتواطئه وخذلان إخواننا العرب!... فلنعِ الدرس ونتمنى أن سنة 2010 تكون سنة عدم طي صفحة النسيان، سنة معاقبة مجرمي الحرب من خلال المسارات العديدة والآليات الدولية والإقليمية الممنوحة، فهل المجتمع الدولي مازال في غيبوبة أم سيحدث المفاجأة المرجوة؟ سنة 2009 كانت سنة سقوط العديد من المشاريع، فالمترو أصبح حلماً للمرة الثانية والطريق السيار غرب شرق، كثر حوله اللغط، القيل والقال وكلاً مع موعد تحديث بعض الأوراق الرسمية، فهل ستضاف للمشاريع المعلقة أم ستحدث قفزة نوعية؟ هذه بعض المفاجآت والمفاجعات، طبعت سنة 2009 ونتمنى أن سنة 2010 ستمحوها وتبقي على بسمة الجزائريين، وكل عام وأنتم بخير.