الفنان محمد بوزيد قال عنه الكاتب الكبير مالك حداد "إنه عميد اللون والحركة وإنه ساحر بألوانه المضيئة المجسدة لأنوار الحياة...". صاحب مسار طويل ومسيرة عملاقة في الحركة التشكيلية الجزائرية الحديثة، هو الفنان محمد بوزيد، من مواليد مدينة الأخضرية في 12 ديسمبر 1929... * وخريج مدرسة المعلمين ببوزريعة بدرجة امتياز سنة 1950، اشتغل مدرّسا إلى غاية 1953، ليتفرغ بعدها لاهتمامه الأول "الفن التشكيلي" الذي قاده لأروقة المعارض العالمية، أين نظّم لقاءات تشكيلية ومعارض فنية، شهدتها كل من باريس، بلجيكا والولايات المتحدة، هذا إلى جانب معارض جماعية جمعته بالعديد من الوجوه العربية والأجنبية الرائدة في مسار الريشة والألوان، من أمثال شكري مسيلي وبشير يلس وآخرين. * كان للفنان محمد بوزيد الذي يدخل عامه الثمانين، إسهامات في إنجاز عدة جداريات ورموز لمؤسسات وطنية كبرى، وديكورات لحصص تلفزيونية وأفلام، أبرزها "العفيون والعصا" للمخرج أحمد راشدي، وفي مساره العديدُ من التكريمات، أبرزها الجائزة الكبرى للفن التشكيلي بمدريد سنة 1950، وحاليا ينشط الفنان محمد بوزيد بورشة للفنون التشكيلية في المركز الثقافي الجزائري بفرنسا، وهو على عتبة الثمانين سنة. لم يتوقف الفنان محمد بوزيدي عن مداعبة الريشة ومراودة الألوان، باحثا عن أسرار الفن الأزلي في لوحاته التي تتفجر بالحياة بألوان فاتحة وحارة، تنقل مشاعر الفنان وتجسّدها في مناظر طبيعية، ووجوه تكشف دائما ما في قلب الفنان و عقله. * و لعل أبرز ما في مسار الفنان محمد بوزيد أنه مبدعُ وواضع الختم الرسمي للدولة الجزائرية، الذي يستخدم في كافة المعاملات والوثائق الرسمية في الجزائر، داخليا وخارجيا، وهو الختم الذي أنجزه الفنان غداة استقلال الجزائر. ورغم موهبته الفنية ومساره الحافل بالعطاء الفني الذي تشهد عليه خطواته في أروقة الفن العالمي من باريس إلى واشنطن، ومن أروقة قصر اليونسكو إلى بلجيكا، ما يزال الفنان محمد بوزيد يعيش التهميش في صمت، ينتظر التفاتة من الجهات الثقافية عندنا ولو بتكريم بسيط من وزارة الثقافية، كتقدير لمن أنجر ختم الدولة الجزائرية، أم إن الجزائر تعوّدت ألا تكرم أبناءها إلا بعد رحليهم .