مركب أرسيلور ميتال ستيل للحديد والصلب بالحجار رفضت السلطات الولائية والمصالح الأمنية بولاية عنابة، الترخيص بتنظيم مسيرة عمالية حاشدة، دعت إليها نقابة عمال مركب أرسيلور ميتال ستيل للحديد والصلب بالحجار ولاية عنابة، صبيحة نهار الخميس... * انطلاقا من مبنى المركب الكائن ببلدية الحجار شرقي الولاية إلى غاية بلدية سيدي عمار على مسافة حوالي 3كلم، وبالضبط إلى المقر الاجتماعي لمجمع سيدار، الذي يعتبر الشريك الجزائري في معادلة الشراكة الجزائرية الهندية المتعلقة بالتنمية والاستثمار في الصناعات الحديدية بالجزائر انطلاقا من مركب أرسيلور. * وتهدف النقابة من وراء هذه الخطوة التي لم تتحقق بفعل عدم السماح بها، إلى التصعيد في اللهجة الاحتجاجية الغاضبة للعمال إزاء سياسة الإدارة العامة للمركب، فيما يخص عدة مطالب تتعلق بالقطب الاقتصادي ممثلا في مركب الحجار بصفة أولى ومصير إنتاج الحديد بالجزائر والوضعية الاجتماعية والمهنية للعمال بصفة ثانية، كما تهدف النقابة إلى لفت نظر الرأي العام والسلطات العليا في البلاد لما تسميه بالمؤامرة الدنيئة التي تحاك في حق واحد من أكبر مجمعات صناعة الحديد في إفريقيا والعالم، وكذا رغبة منها في الضغط على الشريك الجزائري والدفع به إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص برنامج الاستثمار الذي جاءت به بنوذ اتفاقية الشراكة مع رجل الأعمال الهندي لاكشمي ميتال. * وفي ساعة مبكرة من صبيحة نهار الخميس، لبى جميع عمال وعاملات المركب والبالغ عددهم نحو 7200، نداء النقابة للقيام بمسيرة ضخمة، وتجمهروا داخله، قبل أن ينفذوا ذلك انطلاقا من جوار مكتب النقابة بالمركب، وساروا رافعين شعارات تنديدية بسياسة الشريك الأجنبي، وداعين إلى التدخل من قبل السلطات الوصية في بلادنا، فيما وجهوا تهديدات بعدم العدول عن الحركة الاحتجاجية والإضراب المفتوح إلى غاية الفصل في عدة مطالب تم رفعها للإدارة العامة من قبل النقابة، وفي مقدمتها العمل فورا على إعادة تأهيل المفحمة، وعلى مسافة حوالي1.5كلم إلى غاية البوابة الكبرى لمركب الحجار، تعالت أصوات تطالب الحكومة ووزارة حميد تمار بالتدخل العاجل، قبل أن تتلقى النقابة أوامرا بعدم تخطي بوابة المركب في هذه المسيرة، والعمل على احتواء الغضب داخله وعدم الخروج بهذه المطالب إلى الشارع الذي يعيش احتجاجات شعبية غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة، مما يهدد بثورة احتجاجية كبرى يصعب التحكم فيها، وكذا للحيلولة دون إعطاء الفرصة لبعض من يريدون استغلالها للقيام بأعمال شغب وخلق فوضى، الولاية في غنى عنها، وأبدت النقابة موافقتها على هذا الاقتراح، إذ واصل العمال حركتهم الاحتجاجية في محيط المركب. * ومن جهة أخرى، كشفت مصادر "الشروق"، بأن الإدارة العامة لأرسيلور، لم تبق مكتوفة الأيدي إزاء هذه القضية، وسارعت إلى إعداد تقرير مفصل حول الموضوع، قامت بإرساله إلى الجهات المسؤولة، وذلك في خطوة منها للدفاع عن نفسها ذلك الاتهامات التي توجهها لها نقابة العمال، وكان منتصف الأسبوع الفارط قد شهد خروج حوالي 7200 عامل وعاملة في تجمهر حاشد داخل المركب إعلانا من النقابة عن إضراب مفتوح عن العمل، بعد أن شلوا كامل الوحدات وأغلقوا جميع الورشات التابعة لمؤسسة عملاق الحديد داخل مركب الحجار وخارجه، ومست خرجة العمال الغاضبة نقاط بيع الحديد عبر الوطن وكذا بعض الوحدات التابعة لأرسيلور بمختلف ولايات غرب البلاد، وتعهدت النقابة بعدم العودة للعمل إلا في حالة تلقي ضمانات مؤكدة من قبل الإدارة الفرنسية بالعمل على تجسيد الوعود المتفق عنها، تأتي على رأسها قضية إعادة ترميم مفحمة المركب المتواجدة في حالة توقف منذ نحو 4 أشهر إثر قرار بغلقها من قبل الإدارة، التي وقفت عاجزة عن إيجاد حل للوضعية التي تقول النقابة بأنها كارثية والمصير الحتمي الذي يتجه نحوه مركب أرسيلور بعنابة، الذي سجل أدنى مستويات الإنتاج بأقل من 1.2 مليون طن سنويا من الحديد خلال العام المنصرم2009، مما أحدث خللا في السوق الوطنية، جراء ضعف المنتوجية وقلة العرض مقابل طلب متزايد، سيما من قبل الشركات الكبرى، التي تشرف على إنجاز وتشييد منشآت قاعدية وهياكل إستراتجية ضخمة تدخل في إطار برنامج النمو الاقتصادي المعلن من طرف رئيس الجمهورية. * وإلى غاية ظهيرة الخميس، ظل الحدث نفسه بمركب الحجار، إضراب عن العمل وشلل بجميع الورشات، وانعدام تام لمادة الحديد بسبب فرملة نقاط البيع، وطوابير طويلة لشاحنات زبائن الحديد المسلح والخرسانة عبر أكثر من ولاية، وتقدر الخسائر المادية المركب إلى غاية نهار اليوم بحوالي3.5 مليون دولار، إذ تشير مصادر غير رسمية إلى تأخر مالي بنحو مليون دولار عن كل يوم إضراب تتكبدها المديرية العامة للمركب.