صورة من ا لأرشيف تضمن قرار إحالة متهم متورط مع الإرهاب، الكثير من التفاصيل عن الجرائم البشعة التي ارتكبها الإرهابيون سنوات العشرية السوداء، والتي تنوّعت بين الذبح والاختطاف والاغتصاب الجماعي وإبادة قرى بأكملها، وهو ما جعل محكمة الجنايات ترى بأن حكم الإعدام سيكون منصفا للمتهم بعدما سبق إدانته بالسجن مدى الحياة، وذلك عن جنايات الانتماء لجماعة إرهابية والاغتيال والتقتيل وحمل السلاح . * التفاصيل المروعة التي سردها المتهم (ش،محمد) المكنى "القعقاع" وهو من منطقة الشبلي بالبليدة ويبلغ 47 سنة، بدأت ساعة إلقاء القبض عليه في 2005 من طرف مصالح الأمن المكافحة للإرهاب، حيث قصد المتهم مستشفى بالحراش لغرض معالجة إصابة برجله بعدما تعرض لانفجار قنبلة بالجبال، وبعد امتناع العيادات الخاصة عن مداواته، والمتهم كان مرفوقا بإرهابيين اثنين مسلحين لتأمين تنقله، وساعة إلقاء القبض عليه ضُبط بحوزته قنبلة ومسدس . * المعني تضمنت اعترافاته عند مصالح الأمن الكثير من الوقائع المروّعة، بدأها بالتحاقه في 1996 بالمسلحين النشطين "بكتيبة الحق" تحت إمرة المكنى "مصعب" هذا الأخير قتله "عنتر زوابري" بعد خلاف بينهما، والكتيبة كانت تنشط بمنطقة بوقرة والأربعاء بالبليدة، فاستهل "القعقاع" نشاطه بتخريب المنشآت العمومية من جسور وسكك حديدية وأعمدة الكهرباء، ليزداد نشاط الجماعة بشاعة ودموية بفتاوي "أبو المنذر" مفتي المسلحين، فقاموا بين سنوات 1996و2005 باغتيال حوالي 50 عسكريا بالجيش والحرس البلدي والاستيلاء على زيهم وأسلحتهم وسرقة أدويتهم وتفجير إقاماتهم . * كما قتلوا العديد من المواطنين، وعلى سبيل الحصر قتل 19 طفلا تتراوح أعمارهم بين الثلاث والأربع سنوات، الخطف والاغتصاب الجماعي ل30 فتاة وقتلهن، منهن واحدة لا تتعدى 14 من عمرها، فمثلا 13 إرهابيا اغتصبوا فتاة لا تتعدى 19 من عمرها، وفتاة أخرى اختطفوها رفقة سبع أخريات قتلهن في عملية إرهابية راح ضحيتها 48 مواطنا، أما هي فمكثت عندهم حوالي شهرين، فناهيك عن الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له فكانوا يجبرونها أيضا على الطهي والسقي، لكنها استطاعت الفرار منهم واللجوء لثكنة قريبة، كما قاموا بقتل نساء رفقة أبنائهن، وأضاف القعقاع بأن جماعته هي من ارتكبت مجزرة بن طلحة التي راح ضحيتها 550 مواطن، ومجزرة الرايس بأكثر من 300 ضحية، إضافة لمجزرة سيدي أمحمد بالبليدة وكانت حصيلتها 450 ضحية. لكن "القعقاع" وفي جلسة محاكمته أمس أنكر قتله لأي شخص في حين اعترف بانتمائه للإرهاب، أما النائب العام وفي مرافعته فقد اعتبر الوقائع خطيرة جدا مطالبا بعقوبة الإعدام للمتهم، لتُثبّته عليه المحكمة بعد مداولاتها . * وعليه تكون محكمة الجنايات قد رفعت له العقوبة لأنه سبق إدانته في مارس 2007 بالسجن مدى الحياة، لكنه طعن بالنقض في هذا الحكم بأمل التخفيف عنه، فتحصل على الإعدام !!. وما تجدر الإشارة إليه أن المستوى التعليمي للمتهم لا يتعدى الابتدائي.