سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عصابة هرّبت 500 لغم للارهابيين وادّعت أنّها بطاطا لصيد الأسماك! المتّهمون كشفوا أمام العدالة بوهران عن عمليات الإتّجار بالمتفجّرات ما بين عين الصفراء وتلمسان
كشفت أمس، محاكمة متّهمين ينحدرون من ولاية تلمسان أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، عن تفاصيل خطيرة حول نشاط مجموعة في تموين الجماعات الإرهابية بالمتفجّرات، من خلال تنفيذ المتّهمين لعدّة عمليات منها تهريب 500 لغم من عين الصفراء نحو تلمسان وبيعها ب 1500 دج للغم الواحد. * ادّعى أحد المتّهمين حيازة والمتاجرة بالمتفجّرات، أنّه لم يكن يعرف ما بداخل الأكياس التي كان يتّم نقلها ما بين عين الصفراء والغزوات والسواحلية وجبالة بتلمسان، وأنّ وساطته في عمليات التسليم كانت تتّم على أنّ البضاعة "بطاطا خضراء اللون وبها ثقب في الوسط" تستعمل في صيد الأسماك، لكنّ ثمنها المرتفع والمقدّر ب 1500 دج للحبّة الواحدة وبمعدّل ربح 700 دج عن كلّ لغم، لم يكن أبدا ينّم بأنّ الأمر يتعلّق بالبطاطا، وأنّ ذلك لم يكن سوى محاولة للتنصّل من التهمة، وتعود وقائع القضيّة الخطيرة إلى تاريخ 27 أكتوبر من سنة 2008، حيث تحصّلت مصالح الدرك الوطني على معلومات حول نشاط هؤلاء الأفراد الذين يعّد أغلبهم من عائلة واحدة تقيم بالسواحلية بتلمسان، وقد ضبط متّهمان على متن دراجة نارية بطريقهما لتسليم كميّة من المتفجّرات محفوظة داخل كيس، وبعد مباشرة تحقيق بالقضيّة، تبيّن أنّ هذه الجماعة كانت تنشط في سريّة تامّة في مجال المتاجرة بالألغام المضادّة للأفراد من نوع 1951 بوزن 73 غراما من صنع فرنسي، والتي كان المدعو "محمد. ص" المتواجد في حالة فرار والذي لم يتّم التعرّف عليه، يقوم بجمعها وإخفائها بمكان سرّي بجبل في عين الصفراء، أين يتّم تسليمها، وقد صرّح أحد المتّهمين وهو سائق "الكلوندستان" الذي كان ينقل البضاعة المدعو "ش.م"، أنّه حصل على مبلغ 25 ألف دج مقابل نقل 500 لغم نحو تلمسان على متن سيّارة من نوع "رونو كليو" أي مقابل 100 دج عن كلّ لغم ظنّا منه أنّها تستعمل لصيد الأسماك، ليتّم نقلها ما بين المناطق المختلفة في تلمسان منها السواحلية وجبالة، عن طريق الدراجات النارية مقابل مبلغ 5 آلاف دج عن كلّ عملية نقل 50 لغما، كما أفادت تحقيقات مصالح الدرك الوطني، أنّ أحد المتّهمين كان يوفّر من المناطق الحدودية الصواعق التي تساعد على تفجير الألغام والتي كانت تباع ب 370 دج عن كلّ صاعق ضبط منها 160 صاعق، إضافة إلى 400 متر من الفتيل والذي يباع ب 330 دج للمتر، والشريط اللاصق والعجين، مع الإشارة إلى أنّه تمّ ضبط 183 لغم من نفس النوع التي عثر على جزء منها بمنزل متّهم في منطقة "جبالة" لايزال في حالة فرار، فيما كشفت تصريحات المتّهمين عن المتاجرة بكميّات تتراوح ما بين 230 إلى 500 لغم، كما حجزت ذات المصالح بندقية تقليدية ومنظار ميدان ودراجتين ناريتين ووثائق دوّن عليها كميّة المتفجّرات المتاجر بها، واكتشفت فيديو مصوّر على جهاز هاتف نقّال، سجّلت به عملية تفجير من قبل الجماعات الإرهابية في كمين وضع لمصالح الأمن، ما يدّل على أنّ المتفجّرات كانت تستعمل لنفس الأغراض، لكنّ المتّهمين أنكروا كلّ ما نسب إليهم وحاول بعضهم الإدّعاء بأنّه لا يعرف البضاعة المسلّمة، من بينهم فلاّح وآخر تاجر أغرتهم الأرباح الكبيرة مقابل عملية النقل والتسليم.