وجه المرشح الحر لرئاسيات 17 أفريل، علي بن فليس، انتقادات لاذعة لنمط تسيير الرئيس بوتفليقة في العهدات الثلاث، وقال أن معاينة واقعية للوضع الحالي تجعل المواطن يسال عن الأسباب التي جعلت "أولئك" يتقدمون لعهدة رابعة، ويقولون أنهم سيصلحون "وكأن 15 سنة لم تكن"، ونبه إلى "أن البلاد تسير إلى الهاوية". وعاد بن فليس إلى تعهداته بخصوص تعديل الدستور الذي سيعرض حسبه على الاستفتاء الشعبي، وأكد المرشح الحر في ثاني يوم للحملة الانتخابية، النزول بمدينة البليدة، وقال في تجمع شعبي، أن الدستور الذي يعد به، سيضمن توسيع صلاحيات البرلمان والنواب، وإصلاح العدالة ومجلس المحاسبة، وقال في الموضع "الدستور قد يستغرق سنة ونصف، يشارك في صياغته الجميع ولن استدعي فقط أصحابي وأحبابي ليخيطوا لي بدلة بمقاسي"، وهي إشارة واضحة منه للجنة بوكردون التي استحدثها الرئيس بوتفليقة للنظر في مسالة تعديل الدستور. وفضل بن فليس في حملته الانتخابية، المواجهة المباشرة لبوتفليقة، وقال "أنا المرشح وليس أخي أو أصهاري أو أبنائي وبناتي يمارسون مهامهم بعيدا"، في إشارة منه إلى ما يثار حول شقيق الرئيس، ليستغرب في موضع آخر ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة رغم "كارثية الأداء". وفي سياق انتقاده للمؤسسات، تحدث بن فليس عن الوزارات التي قال أنها تحولت للجان مساندة، متسائلا "ألا يعد هذا بمثابة خوصصة للدولة"، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت مسخرة ومضحكة بين الدول بسب ما أسماه "دولة الأصحاب والأحباب"، وبالمقابل، دافع عن الأحزاب التي وقفت إلى جانبه، وذكر أن وقوفها لم يكن طمعا في المناصب إن فاز بمنصب القاضي الأول في البلاد، كما انه لم يعدها بأي شيء إن تحقق له ذلك. وأوضح بن فليس، أن "مستقبل الجزائر لا يمكن أن يكتب إلا بمصالحة حتى مع التاريخ وتضميد الجراح وإعادة الاعتبار لمن تم تهميشهم"، وأشار أن القطاعات التي ثبت أنها تعاني وتحتاج إلى إصلاح، هي الصحة والتربية، وأفرد لها حيزا هاما من خطابه، وغازل من خلاله الأساتذة والأطباء، ببرنامج، اكد انه يخدم القطاعين ويعيد لهما هيبتهما، وقال أن الحديث عن أساتذة متعبين ومنظومة تربوية متعبة لا يمكن أن يقود إلا لإنتاج أجيال متعبة، واعتبر أن من لا يستطيع التسيير لا يجب ان يلقي باللوم على أسياده -على حد تعبيره-.