هكذا ينظر الغرب إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 17 أفريل.. "لا أحد يشك في أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيفوز في الانتخابات الرئاسية". هذه هي العبارة التي انطلقت منها الجريدة الإسبانية الواسعة الانتشار "الباييس"، للتعليق على زيارة وزير خارجية مدريد، خوسي مانويل غارسيا ماغايو، إلى الجزائر. وانطلاقا من هذا الاعتقاد، كتبت "الباييس" عن زيارة وزير الخارجية الإسباني في هذا الظرف الحساس: "... لذلك، رأى خوسي مانويل غارسيا مارغايو، أنه لا حاجة إلى برمجة الزيارة بعد الانتخابات طالما أن نتائجها تبدو محسومة مسبقا". وقدّرت الصحيفة بأن تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الجزائر مسألة استراتيجية بالنسبة إلى إسبانيا وأوروبا برمتها. وقد حل وزير الخارجية الإسباني بالجزائر في زيارة رسمية ليومين، وهي الزيارة التي تزامنت وحملة انتخابية محمومة، الأمر الذي دفع محللين ومتابعين إلى اعتبار هذا التوقيت "غير مناسب"، تماما مثلما حصل مع زيارة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، جون كيري، مطلع الشهر الجاري، وهي الزيارة التي خلفت كما هو معلوم جدلا سياسيا وإعلاميا. وبينما يعتبر المدافعون عن "العهدة الرابعة" للرئيس بوتفليقة، زيارتي المسؤول الإسباني وقبله المسؤول الأمريكي، جزءا من استمرارية عمل الدولة، ولو تزامن ذلك مع الحملة الانتخابية، تصر المعارضة على اتهام السلطة بتوظيف هاتين الزيارتين لفائدة "الرئيس المترشح"، انطلاقا من اعتقادها بأن زيارة مسؤول بحجم وزير خارجية أقوى دولة في العالم، وآخر يمثل أكبر مجموعة دولية، وهو الاتحاد الأوربي، يصب بطريقة أو بأخرى في مصلحة مرشح السلطة. ويتضح من خلال التصريحات التي أدلى بها خوسي مانويل غارسيا ماغايو بعد لقائه بنظيره رمطان لعمامرة، أن الزيارة لا تعني مدريد لوحدها، بل تمتد إلى تمثيل كافة عواصم الاتحاد الأوروبي، الذي يبحث عن متنفس بعيدا عن قبضة الغاز الروسي، سيما بعد أن بات محل مساومات بين موسكو وبروكسل، منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية. وقد قالها المسؤول الإسباني صراحة: "لا يمكننا الحصول على المزيد من الغاز الجزائري في حين لم تتحسن العلاقات المتشابكة مع أوروبا"، بحسب ما نقلته الصحيفة السالف ذكرها. وواضح من خلال كلام مانويل غارسيا، أنه كان يتحدث نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي، التي تأمل في أن يحل أنبوب "ميدغاز" الرابط بين وهران وألميريا بالجنوب الإسباني، محل الأنابيب القادمة من شرق أوروبا. وتستورد إسبانيا من الغاز الجزائري 15 مليار متر مكعب في السنة، وهو ما يعادل نصف ما تستهلكه مدريد، ولذلك فهي تأمل في أن يتم رفع هذه الكمية لتصل إلى ما بين 50 و 60 مليار متر مكعب، أي ما يقارب نصف ما يستورده الاتحاد الأوروبي بكامله من روسيا، ولعل هذا المعطى هو الذي كان وراء وصف خوسي مانويل غارسيا شبه الجزيرة الأيبيرية ب "جزيرة الطاقة"، في إشارة إلى إمكانية تحولها إلى مخزن للطاقة القادمة من الجزائر والمتوجهة نحو أوروبا.