فجّر وجود الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ضمن الصف الأول في اللقاء السنوي لهياكل الحركة نهاية الأسبوع، جملة من التساؤلات حول خلفية هذا الحضور، وكذا مصير الجدل الذي أثير حول تلبيته دعوة جبهة القوى الاشتراكية. واعتبر أبو جرة الأمر طبيعيا، وقال: "أولا، أنا عضو مجلس الشورى، والاجتماع هو ملتقى للهياكل التابع لمجلس الشورى، ومن ثم فالأمر عادي، والثاني: أنا رئيس سابق للحركة، وبالتالي فوجودي في الصف الأول ليس مزية من أحد". وقلّل سلطاني من القراءات التي أعطيت للخلاف الذي وقع بينه وبين رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، بشأن تلبيته دعوت الأفافاس للمشاركة في الحوار حول مشروع "إعادة بناء الإجماع الوطني"، الذي برمجت ندوته الوطنية الشهر المقبل: "نحن لسنا صورة طبق الأصل، وكنا نختلف في عهد الراحل، محفوظ نحناح، كما كنا نختلف أيضا عندما كنت رئيسا للحركة ومقري نائبا للرئيس". وعاد الوزير الأسبق، في تصريح ل "الشروق" أمس، ليدافع عن نفسه بخصوص لقائه بالأفافاس، مؤكدا بأنه "لا يوجد أي قرار صادر عن مؤسسات الحركة، يمنع المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الأفافاس، باستثناء بعض التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في الحركة"، لافتا "سأحافظ على موقفي، طالما أن القرار شخصي ولا يلزمني إلا أنا". وينطوي هذا التصريح على انتقاد مبطّن لرئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، بخلفية أنه اتخذ قرارا دون العودة لمؤسسات الحركة، وأوضح سلطاني هنا، أنه "طالما لم يصدر قرار بناء على مداولات من مؤسسات الحركة، فلا أحد يحق له لوم أي من إطارات الحزب في حال اتخذ موقفا قد يكون مخالفا لتصريح المسؤول الأول في الحركة"، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه "لا يوجد حتى الآن، قرار يمنع المشاركة في حوار الأفافاس". من جهته، اعتبر عبد الرزاق مقري، حضور سلطاني اجتماع الهياكل، "حدثا عاديا"، طالما أنه رئيس سابق للحركة وعضو بمجلس الشورى، وأكد بأن تلبيته دعوة الأفافاس في وقت سابق، رغم مقاطعة الحركة، "قرار لا يعني إلا شخصه". ودافع مقري في اتصال مع "الشروق" أمس، عن تباين وجهات النظر بينه وبين سلفه، واعتبر ذلك من مظاهر التقاليد الديمقراطية المتبعة في حركة مجتمع السلم، وقال: "نحن لسنا حركة بوليسية"، وأضاف: "من الطبيعي أن يكون هناك تباين في وجهات النظر، والحركة ماضية في سياستها، والعبرة في كل ذلك، هو أن الجميع يدرك أين موقف الحركة". ولاحظ الرجل الأول في "حمس" أن مشاركة سلطاني في اجتماع نهاية الأسبوع، نابع من أهمية اللقاء الذي يعتبر بمثابة اجتماع "لقيادة أركان الحركة"، يسبق انعقاد مجلس الشورى بأسبوعين، الذي سيشهد تقديم تقرير عن السنة المنصرمة ويرسم برنامج السنة المقبلة، فضلا عن كون ابو جرة عضوا في لجان مهمة وذات بعد استراتيجي، يقول مقري، الذي أكد أن سلطاني لم ينقطع عن اجتماعات الحركة، وهو الأمر الذي أكده أيضا سلطاني.