يرى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي أن زيارة هولاند للجزائر وملف الذاكرة الذي يعتبر "طابو" في العلاقات الجزائرية الفرنسية، تم زحزحته نهائيا من اهتمامات الطرفين بسبب الأجندة الاقتصادية لفرنسا والسياسية للقادة الجزائريين الباحثين عن دعم باريس للبقاء في الحكم. وعلق مؤسس المنظمة الجزائرية لأبناء الشهداء ساخرا " كثير من الناس لا يزالون يؤمنون بالغول والغولة"، رافضا تحميل المسؤولين الفرنسيين مسؤولية عدم اعتراف باريس بجرائم فرنسا الاستعمارية، وقال "المشكلة ليست في فرنسا وإنما في حكام الجزائر الذي لم يطالبوا بالاعتراف والتعويض"، وهو واعتبره تواتي خيانة في حق التاريخ والشعب الجزائري، متسائلا بالقول "هل الشعب الجزائري اقل شأنا من نظيره الفرنسي؟ بعد أن اعترفت ألمانيا عن جرائم النازية؟ ويرى تواتي في تصريحات ل "الشروق" أن الرئيس بوتفليقة والموالون له قد تحصلوا على "شهادة" حتى وان كانت "زورا" من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بخصوص حالة بوتفليقة الصحية، بتعبيره عن "اندهاشه من القدرات الفكرية للرئيس بوتفليقة، وبالتالي قدرته على الاستمرار في الحكم عكس ما تطالب به المعارضة، في وقت تعيش فيه البلاد جدلا واسعا حول ترتيبات مرحلة ما بعد بوتفليقة. وسجل تواتي أن زيارة الرئيس الفرنسي جاءت من أجل إنقاذ شعبية اليسار المتراجعة في باريس، وإنقاذ الشركات الفرنسية من الإفلاس، من خلال منحها مشاريع استثمارية في الجزائر، من جهة، ومحاولة استعادة مكانة الممون رقم واحد للجزائر بعد أن استحوذت الصين على السوق الجزائرية، مع التسابق الأمريكي لمنافسة التواجد الفرنسي في المواقع الإستراتيجية بالمنطقة، خاصة ما تعلق بالطاقات المتجددة. ويرى المتحدث أن "هولاند فضح المسؤولين الجزائريين" بخصوص استفادة شركة "توتال" الفرنسية من عقود استكشاف وتنقيب واستغلال الغاز الصخري الذي تظاهر ضده سكان الجنوب.