رسمت جبهة القوى الاشتراكية صورة سوداوية عن واقع البلاد في الذكرى 53 لاستقلال الجزائر، وأكدت أن البلاد على غرار رئيسها مريضة مشلولة وغير مسموعة. ويرى الأفافاس أن الجزائر أصبحت في مفترق الطرق أكثر من أي وقت مضى، بعد 53 سنة من إعلان الاستقلال، وأمام احتمالين لا ثالث لهما، إما الأخذ بمسار بناء توافق وطني يحافظ على المنجزات التاريخية ويضع ركائز متينة لإرادة وطنية سيدة، لمواجه الأخطار، أو الانهيار وسط فوضى الانقسامات القاتلة، التي تدمر اليوم العديد من دول العالم، وأضاف: "لا الأجيال الجديدة ولا شهداء الجزائر يستحقون مثل هذا الانهيار". وقال الأفافاس، في بيان بمناسبة عيد الاستقلال: "إن الاستيلاء الوحشي على الحكم في صائفة 1962 والصدام الحاصل في السبعينيات وتفاقمه إلى أزمة وطنية سنوات الثمانينيات، وتطوره إلى مأساة وطنية سنوات التسعينات، وتحوله إلى مصالحة كاذبة وعفو شامل في الألفية الثالثة، وصولا إلى عشرية النشاز والانحطاط المؤسساتي". وأكد بالقول: "ليس فقط رئيس الجمهورية هو "المريض"، "المشلول" و "غير المسموع": وإنما البلد بأكمله. ولفت الأفافاس إلى الاختلالات التي تعيشها مؤسسات الدولة، حيث مجلس الوزراء لا يجتمع إلا نادرا، والبرلمان تحول إلى غرفة تسجيل، من دون وجود أي إمكانية إنشاء لجان للتحقيق في الفضائح المالية أو في الأوضاع في الجنوب وغرداية، مستغربا غياب أداء المهام الدستورية للبرلمان أبرزها الرقابة على العمل الحكومي. وانتقد الأفافاس الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة، التي تمت بحسبه في إطار مؤسساتي مائع، تهدف تحت غطاء تحرير السوق وحماية الاقتصاد الوطني، إلى خدمة الزبائنية والمحسوبية والفساد، مبرزا أن عملية الاستيلاء على الثروة الوطنية بلغت مستوى يهدد ديمومة الدولة، مشيرا إلى تجاهل صناع القرار لتحذيرات الخبراء من انخفاض إيرادات عائدات النفط. وأعرب الأفافاس، بمناسبة الذكرى ال 53 لاستقلال البلاد وال 52 لتأسيس الحزب، عن استيائه من عدم اعتراف السلطة بضحايا الأفافاس في 1963 شهداء للديمقراطية والحرية، على غرار زملائهم الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لاستقلال الجزائر. وأبرز الأفافاس أنه رغم ملاءمة الإجراءات والمواقف الدبلوماسية للجزائر من التطورات الإقليمية والدولية، لا يمكن تجاهل ما يحدث في الحدود الداخلية والخارجية، مضيفا أنه في زمن العولمة الاقتصادية وعولمة الاتصالات وعولمة الإرهاب، لا يمكن لأحد أن يواجه هذه الاضطرابات دون محاولة التماسك والوفاق الوطني، مضيفا أن العنف الإرهابي في دول الجوار أثبت قدراته في التدمير الوحشي، وأكد أن الإرهاب يستهدف البشر كما أنه يستهدف الاقتصادات الوطنية والتماسك الاجتماعي والسياسي، وبناء دولة ديمقراطية والسلام بين دول العالم. وأكد أن الجزائر التي دفعت بالفعل ثمنا باهظا للعنف والإرهاب، ليست في مأمن من انتكاسة أخرى، كما أنها ليست مثالا عن النصر ضد عوامل الانحدار السياسي والانقسام الاجتماعي والانهزام الاقتصادي.