فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة في هذا الحوار يتحدث الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، عن حيثيات المؤتمر الرابع، ووضع "الحرس القديم" وعلاقته بالحركة، فضلا عن التجاذبات والاستقطابات التي تسيطر على توجهات الحركة لمرحلة ما بعد المؤتمر. * - تزامن هذه المرة موعد الجامعة الصيفية، مع مؤتمر حركة النهضة. ما الهدف من ذلك، وهل كان الغرض الترتيب لمؤتمر هادئ بعيدا عن الاستقطابات؟ * * * في الحقيقة الجامعة الصيفية والمؤتمر الرابع للحركة منفصلان عن بعضهما بعضا، فالجامعة الصيفية احتضنتها جامعة البليدة، في حين أن المؤتمر يحتضنه فندق الهيلتون. وهدفنا من ذلك بريء، وهو التخفيف على مناضلي الحركة من معاناة التنقل لمسافات بعيدة من مختلف ربوع الوطن، لحضور مناسبتين مهمتين، بحجم الجامعة الصيفية التي تعتبر حركة النهضة أول حزب جعل منها تقليدا في الجزائر، وكذا المؤتمر الرابع الذي تقرر تنظيمه هذا الصيف تقيدا بقرار مجلس الشورى الوطني، غير أن هذا لا ينفي حرص قيادة الحركة على استغلال موعد الجامعة الصيفية للتقريب بين وجهات النظر السياسية قبل يومين عن المؤتمر. * * - غابت الشخصيات الثلاث التي تتوفر على العضوية في مجلس الشورى، والتي تحتل مناصب سياسية في الدولة، عن الجامعة الصيفية. ماذا يعني هذا بالنسبة للحركة؟. * * * الإخوة عبد الوهاب دربال ولحبيب آدمي وعبد المالك بوغازي، معنيون بالجامعة الصيفية كغيرهم من إطارات الحركة، وأعتقد أن غيابهم راجع لانشغالهم، بلا شك، بمهامهم هنا في الجزائر وخارجها. هم ليسوا ملزمين بالمشاركة في الجامعة الصيفية، ولذلك أرى أن غيابهم عن هذا الموعد ليس حدثا مهما، فهناك من قيادات الحركة من لم يحضر إلى جامعة البليدة، وقد تفهم الإخوة هذا الغياب. * * - وماذا عن مشاركتهم في المؤتمر، وهل وجهتم لهم الدعوة؟ * * * نعم، وجهنا لهم الدعوة للمشاركة في المؤتمر الرابع، كما أنهم معنيون كغيرهم بحكم عضويتهم في مجلس شورى الحركة، وحضورهم لا يتطلب توجيه دعوة لهم، ونتمنى أن يحضروا في موعد الغد، لما لذلك من أثر على نفوس المناضلين، وعلى سير أشغال المؤتمر. * * - اخترتم يوما واحدا للمؤتمر الرابع، هل يعني أن الأمور محسومة مسبقا، وأن الجميع قد اتفق على مخرج واحد وعلى من سيتولى القيادة ما بعد 24 أوت؟ * * * اختيارنا ليوم واحد للمؤتمر، نابع من اعتقادنا بأن المؤتمر الرابع سيكون موعدا تتويجيا، لأن النقاش أخذ بعده في المؤتمرات الجهوية الأربع (وسط وشرق وغرب وجنوب)، وهو أسلوب لم يسبق أن عملت به الحركة في المؤتمرات الثلاثة السابقة، التي أثرت التقارير ووحدتها. فلجنة الرؤيا السياسية ولجنة القانون الأساسي، تم بلورتها في المؤتمرات الجهوية، وقد تم اختزالها في لجنة واحدة تنتظر تزكية المؤتمر، كما اقترح مجلس الشورى مكتبا للمؤتمر بقيادة أحد المؤسسين، ممثلا في شخص محمد الهادي عثمانية، يتم التصويت عليه صبيحة الغد. * * - ما هو التوجه الغالب داخل الحركة لمرحلة ما بعد المؤتمر؟ * * * حسب استقرائي للوضع داخل الحركة، أعتقد أن التوجه الغالب ينزع نحو المعارضة. * * - هل تنوون الترشح لمنصب الأمانة العامة؟ * * * لحد الساعة، لم أقرر الترشح، لكنني لا أرى مانعا في ذلك إذا توفرت جملة من الشروط. * * - ما هي؟ * * * أن ينبثق عن المؤتمر مجلس شورى قوي قادر على اختيار مؤسسات قوية قادرة على رسم سياسة معارضة، لأن الأمين العام سيعرف بعد اجتماع مجلس الشورى في ال 20 الأولى التي تلي موعد المؤتمر، علما أن مجلس الشورى هو من ينتخب الأمين العام وأعضاء المكتب الوطني.